المآثر و المعالم التاريخية والسياحية في الصويرة
تصنف الصويرة كواحدة من أجمل المدن الساحلية المغربية، وتشتهر بكونها مدينة الرياح، إذ تعرف هبوب الرياح على مدار العام. تتميز مدين الحب والبحر بتاريخها العريق العائد لحقب الفينيقيين، كما أنها واحدة من أكثر المدن جذبا للسياح في المغرب. في هذا المقال سنعرفكم على أشهر المعالم السياحي التي يجب زيارتها أثناء التواجد في الصويرة.
المدينة القديمة
تعتبر المدينة القديمة بالصويرة واحدة من أهم الأماكن التي تستحق الزيارة، وقد تم إدراجها ضمن مواقع التراث العالمي لليونيسكو عام 2001. تحيط بها الجدران والأسوار الضاربة في القدم، وهي عبارة عن متاهات من الأزقة تضم منازل بأبواب زرقاء وواجهات بيضاء، كما تتواجد بها العديد من المحلات والأكشاك لعرض المنتجات التقليدية بما فيها الزرابي، والسجاد، ومنتجات النسيج، بالإضافة للبازارات، ودكاكين المجوهرات.
تتواجد داخل المدينة القديمة العديد من الرياضات، والمنازل المهيأة بشكل جميل لاستقبال الضيوف، وأسواق الحرفيين التقليديين مع أسواق السمك، مما يجعلها مكانا مميز للسياحين الراغبين في التعرف على عن قرب على عمليات صناعة المنتجات التقليدية، دون إغفال تواجد العديد من المطاعم والمقاهي والمخابز التي تقدم مأكولات وحلويات مغربية أصيلة، وأصناف متنوعة من الأطباق العالمية.
تقع في المدينة القديمة واحدة من أشهر ساحات الصويرة، والحديث هنا عن ساحة Plaza de los Granos، والتي تعد مكانا مثاليا لقضاء الوقت والجلوس والاستمتاع بفترة راحة، كما أنها على مقربة من السوق الجديد للمدينة، وميدان مولاي الحسن، وهما مكانان شهيران في عاصمة الرياح.
سقالة المرسى
تتميز سقالة المرسى بشهرتها الواسع كواحدة من أبرز المعالم التاريخية بمدينة الصويرة، وهي عبارة عن صقالتين، الأولى وهي الأشهر تمتد عبر المسافة من الجوف إلى القبلة، وتتكون من برجين شاهقين العلو تتوسطهما قبة مربعة الشكل.
تم بناؤها فوق المخازن العتيقة بالمرسى، وهي التي تقابلك العبارة المنقوشة على باب المرسى عند التوجه إليها، والتي تلفت انتباه جميع الزوار وقد كتب فيها ” أمر ببناء هذه القنطرة السلطان سيدي محمد بن عبد الله عام 1184 على يد مملوكه أحمد العلج”. أما الثانية وهي الأقل شهرة فتمتد على المسافة من الجنوب إلى الشمال، وقد بناؤها لتكون محمول فوق البحر. تتواجد أسفلها مخازن عدة كانت تستعمل لتخزين البارود.
تتواجد بكلا السقالتين مدافع برتغالي الصنع، يختلف في تاريخ وضعها ومن وضعها، إذا هنالك من يرجح أن هذه المدافع وضعت من طرف البرتغاليين أثناء استعمارهم للمدينة. فيما تذهب آراء أخرى إلى أن المدافع تم شراؤها من البرتغال واستخدمها ولا السلطان المغربي للدفاع عن المدينة.
أسوار الصويرة
تعد الأسوار التاريخية المحيطة بالمدينة القديمة بالصويرة واحدة من أهم المعالم السياحية بهذه المدينة الساحلية الجميلة، إذ يعود تاريخ تشييدها لفترة التواجد البرتغالي في المغرب، حيث تم بناؤها كواجهة دفاعية وأماكن مراقبة.
يمكن للزوار القيام بجولات استكشافية على طول الأسوار، مما يمنحهم فرصة الاستمتاع بمشاهدة مناظر خلابة أبرزها مشهد غروب الشمس فوق مياه المحيط الأطلسي، والاستمتاع برؤية تلاطم الأمواج على إيقاع أصواتها التي تتردد وتعلو في الأفق الساحر.
تم تصوير مشاهد عدة من الموسم الثالث لمسلسل صراع العروش الشهير في مدينة الصويرة التي جسدت مدينة أستابور، ومن بين أبرز الأماكن التي ظهرت في حلقات هذا العمل، الطريق المرصوف بالحجارة والذي تصطف فيه المدافع القديمة، وهو واقعيا الطريق الذي يسلكه السياح أثناء سيرهم بجانب الأسوار، والذي أطلق عليه في عالم ويستروس ساحة العقاب.
يعتبر الجانب الشمالي للأسوار أفضل مكان لمشاهدة كل من البحر والمدينة القديمة والساحات الشهيرة بالمدينة، كم تتواجد العديد من المتاجر لبيع منتجات الحرفيين التقليديين تحت الأسوار، مما يتيح للزوار امكانية شراء هدايا تذكارية، أو منتجات رائعة لتزيين منازلهم.
جزيرة موكادور
تقع جزيرة موكادور على بعد 1.5 كلم عن الصويرة، وهي أكبر وأشهر الجزر التابع لها، والتي تمثل مجتمعة أرخبيل الصويرة. استخدمت خلال مرحل التواجد البرتغالي كسجن رمى فيه هؤلاء المستعمرين الساس المعارضين لهم، وهو نفس الدور الذي لعبته في عهد العلوين، حيث كانوا يسجن فيها مرتكبو الجرائم الكبرى.
تتواجد بها قلعتان في كل منهما أبراج شاهقة، وقد أثبت الأبحاث الأثرية أن هاتان القلعتان من المنشآت التي ترجع لفترة تواجد الفينيقيين بالسواحل المغربي، إذ تم إيجاد أواني فخاري وأحفوريات شكلت بقايا أركيولوجية تعود للقرن السابع قبل الميلاد. كما أن هنالك حفريات أثبت أن الرومان عاشوا بها خلال القرن الخامس الميلادي.
تعيش بها طيور نادرة مثل النوارس، وصقور الأليونور، والسنونو، وطائر الغاق، والطائر المغرد، والحمام الأزرق، مما حولها لمحمية طبيعية تستلزم زيارتها الحصول على ترخيص من السلطات في مدينة الصويرة.
ساحة مولاي الحسن
تعتبر ساحة مولاي الحسن أشهر مكان احتفالي بمدينة الصويرة، وهي من أبرز المعالم والأماكن السياحية بها. تستقطب سنويا الملايين من الزوار، الذين يأتون إليها لحضور العروض الموسيقية المتنوعة، إذ تقدم فيها فرق موسيقية مغربية وعالمية عروضا غنائية رائعة على مدار العام. يتم تشييد منصة دائمة في هذه الساحة خلال مهرجان كناوة، الذي يتم تنظيمه بشكل سنوي في المدينة.
تتيح للزوار أثناء التواجد بها اقتناء أعمال فنية لحرفيين محليين، أو شراء منتجات محلية الصنع يعرضها الباعة في الأكشاك المتواجدة بقربها. بالإضافة لما توفره من مناظر وإطلالات رائعة على المحيط الأطلسي وميناء الصويرة، نظرا لقربها من رصيف المدافع القديمة. كما يمكن للسياح الاستمتاع بالجلوس على أحد المقاهي المتواجد بها والاستمتاع باحتساء فنجان قهوة أثناء تأمل المآثر التاريخية القريبة منها.
الحي اليهودي الملاح
يطلق على أي حي يهودي في أي مدينة مغربية اسم الملاح، وهي أحياء تتواجد في جميع المدن المغربية وأشهرها الملاح بفاس والصويرة. يمتاز الحي اليهودي بكونه إرثا تاريخيا صامدا، يمثل جزء مهما من الهوية الثقافية والحضارية لمدينة الرياح المغربية.
عاش فيه اليهود بكثرة خلال القرن الثامن عشر، حيث شكلوا حينها نصف سكان المدينة. لا تزال المباني فيه محافظة على المظاهر اليهودية بما فيها نجمة داوود المنقوشة على الأبواب، كما أنه يضم العديد من المعابد اليهودية، بالإضافة للمقبرة اليهودية الشاسعة المساحة.
سقالة القصبة
تقع هذه السقالة عند نهاية الطريق المرصوف بالحصى الذي تتواجد به المدافع القديمة، وقد تم تشييدها كمقر مراقبة وتخزين. بنيت فوق الجرف البحري المستطيل الشكل، وهي تحتوي على برج كبير شهير بالمدينة، كان يستخدم كبرج لرصد تحركات الأعداء بحريا. تتواجد أفسلها مخازن عديدة يصل عددها إلى ثلاثين مخزنا، كانت تستخدم لتخزين الأسلحة والمعدات الحربية.
تستقطب سقالة القصية العديد من الزوار الذين يأتون لرؤيتها والاستمتاع بإطلالات الرائع على المحيط الأطلسي. تحتوي على مدافع نحاسية برتغالية الصنع، وكمدافع صقالة المرسى، لم يعرف أو يحدد هل البرتغاليون من وضعوها هناك، أن المغارب بعد شرائها من البرتغاليون من قاموا بوضعها.
ميناء الصويرة
إن ميناء الصويرة هو أحد أبرز معالمها التاريخية، يماز بعراقة تاريخية، إذ استخدم للصيد البحري منذ قرون عدة. اكتسب شهرته الواسعة بفضل العدد الكبير قوارب الصيد البحري المركون على رصيفه، مما جعله منطقة مثالية لالتقاط الصور.
تتواجد على طول رصيفه البحري أماكن رائع للجلوس والاستمتاع بالواجهة البحرية، أو مشاهدة الزوارق والقوارب أثناء الإبحار ذهابا وإيابا. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الميناء البحري بالصويرة دور السوق الكبير للسمك، إذ يتم بيع السمك المصطاد مباشرة للزوار المتواجدة بالميناء، مما يتيح له فرصة الاستمتاع بتناول السمك الطري عبر شوائه مباشرة بعد الشراء.
متحف سيدي محمد بن عبد الله
يقع متحف سيدي محمد بن عبد الله في شارع العالوج، وهو أحد أبرز المعالم السياحية بمدينة كناوة، وأميرة المحيط الأطلسي الصويرة. يحتوي على العديد من المعروضات التاريخية أبرزها الأسلحة والأدوات التي كانت تستخدم قبل قرون عدة، وتشكيل متنوعة وجذابة من المجوهرات، بالإضافة لمجموعة فريدة من منتجات الفخار.
شيد متحف سيدي محمد بن عبد الله داخل رياض جميل للغاية، وقد تم تصميمه على الطراز المعماري المغربي التقليدي مع لمسة من الأسلوب الأندلسي، مما جعله تحفة معمارية تستحق الزيارة. يفتح هذا المتحف أبوابه أمام الزوار طيلة أيلام الأسبوع من الساعة 10:00 صباحا وحتى الساعة 18:00 مساء.
مسجد القصبة العتيق
تم تشييد مسجد القصبة في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وهو أحد أعرق مساجد الصويرة وأبرز معالمها السياحية. يقع بالمدينة القديمة، وقد تم تصميمه على الطراز المعماري المغربي التقليدي مع لمسة أندلسية زادته جمالا.
تم بناؤه على شكل مربع بثلاثة أبواب، ويضم صومعة ذات علو متوسط. تم تزيينه من الداخل بالفسيفساء والنقوش الخصية مع الأقواس المزخرفة، وهو يحتوي على خزانة كتب تضم مخطوطات وكتب في الفقه والحديث والتاريخ والعلوم الدينية.
شاطئ الصويرة
يعد شاطئ الصويرة واحدا من أجمل الشواطئ المغربي، إذ يتميز برمال ذهبية ومياه صافية يفضلها أغلب المغاربة لقضاء عطلة الصيف، كونه مكانا رائع للمشي والسباحة والاسترخاء وممارسة الرياضات المائية مثل ركوب الأمواج الشراعية.
تمارس أنشطة ترفيهية مختلفة على شاطئ الصويرة أبرزها جولات ركوب الخيول، والتي تنظمها نوادي خاصة، حيث يمكن للسياح الاستمتاع بتجربة التنزه بجانب مياه المحيط الأطلسي وهم على ضهوة الجياد.
يتم تنظيم جولات بالجمال على طول هذا الشاطئ، حيث يقضي الزوار نزهة ممتعة وهم يمتطونها، إذ يمرون على مآثر عمرانية شهيرة بالمدينة مثل دار السلطان المهدومة. كما تقام جولات بالدراجات الرباعية يتمكن من خلالها عشاق هذه الرياضة من قضاء الوقت فوق الكثبان الرملية الذهبية.
إن زيارة المدينة المغربية الصويرة هي فرصة لتجربة رحلة سياحية غير مألوفة، إذ تجمع هذه المدينة بين التاريخ والحاضر بشكل فريد من نوعه، كما تضمن لضيوفها عليها قضاء وقت ممتع سواء على واجهة البحرية أو أثناء زيارة معالمها التاريخية والسياحية.