قصور وقصبات فاس التاريخية

قصور وقصبات فاس التاريخية

مدينة فاس معلمة تاريخية ضاربة في القدم، لها من الماضي التاريخي ما يتسع لمجلدات ضخمة. حكمتها مختلف السلالات التي تعاقبت على حكم المغرب بدءا من الادارسة الى العلويين. ولمكانتها التاريخية تلك، واهميتها الاستراتيجية والحضارية بالنسبة لكل الدول المتعاقبة، فانها تركت بصماتها في كل جوانب الحياة، واهمها معمار المدينة، والذي يمكن القول انه يرتكز على لبنات كبرى من بينها الازدهار والرفاهية ثم التامين والحماية. ولاجل هذين الغرضين، صممت قصور جميلة فاخرة للملوك والحاشية واغنياء المدينة من جهة، وقصبات شتى بنيت في مراحل مختلفة من تاريخ فاس لحمايتها و تمنيعها من كل الاخطار المحيطة، الداخلية منها والخارجية.

قصور وقصبات فاس أبت إلا ان تصمد في وجه مطبات الزمن، وبقي الكثير منها صامدا يتحدى السنون والبشر. بعضها لازال على وظيفته القديمة مثل قصر دار المخزن او القصر الملكي، والكثير تحول الى متاحف ثقافية لعرض مختلف المنتجات القديمة مثل دار البطحاء. هذه الماثر التاريخية اصبحت اليوم وجهة سياحية مثلى للزوار المغاربة والاجانب.

دار المخزن او القصر الملكي

دار المخزن او القصر الملكي

دار المخزن يعتبر معلمة أساسية في مدينة فاس، فهو القصر الملكي الذي يعود تاريخ بنائه إلى فترة السلالة العلوية الحاكمة في المغرب. يقع القصر في منطقة فاس الجديدة وتتميز مساحته الواسعة التي تبلغ أكثر من 80 هكتاراً بالفخامة والأهمية التاريخية.

تتميز هندسته وبنيته بالزخرفة الرائعة والمعمار الفني، حيث يبرز الزليج الجميل والأبواب النحاسية الفاخرة. تمثل هذه العناصر التصميمية الفاخرة جزءاً من الهوية الملكية والسلطانية التي تميز القصر.

بالرغم من جماله وأهميته التاريخية، يُحرّم على المواطنين العاديين دخول دار المخزن. هذا القرار يعكس حفظاً للخصوصية والأمن السياسي والثقافي للملكية المغربية.

يقع دار المخزن في القلب الحضري لمدينة فاس الجديدة، وتحديداً في شارع مولاي الحسن، الذي يعتبر منطقة حيوية ومهمة في المدينة. كما أنه قريب من بوابة الدكاكين، التي تعتبر واحدة من بوابات فاس التاريخية الشهيرة التي تعود إلى العصور القديمة.

دار البطحاء او متحف البطحاء

دار البطحاء او متحف البطحاء

متحف البطحاء، أو دار البطحاء، يعد من المعالم الثقافية المهمة في مدينة فاس. تم بناء هذا القصر من قبل السلطان مولاي عبد العزيز في عام 1897، كجزء من مجموعة من القصور التي بناها السلاطين العلويين للاستخدام الخاص، وكانت تُستخدم كمنازل صيفية أو مكان للاستقبالات الملكية.

تحول المتحف في عام 1915 إلى متحف جهوي للفنون والعادات، مما أضاف له قيمة تاريخية وثقافية كبيرة. يمتد المتحف على مساحة تبلغ حوالي الهكتار، ويضم مجموعة ضخمة تتألف من حوالي 6000 قطعة متحفية متنوعة.

تشمل هذه القطع المتحفية مخطوطات نادرة و اسطرلابات وقطعاً نحاسية وخشبية وجبسية، بالإضافة إلى الرخاميات والمسكوكات والحلي والألبسة والمنسوجات والزليج والخزف. تعكس هذه القطع التنوع الثقافي والفني في المنطقة عبر العصور، وتسلط الضوء على التاريخ والتراث الغني لمدينة فاس والمغرب بشكل عام.

قصر المنبهي

قصر المنبهي

قصر المنبهي، المعروف أيضاً بـ”دار المنبهي”، هو موقع تاريخي يقع في فاس البالي. تم بناؤه في بداية القرن العشرين من قبل المهدي المنبهي، وزير الدفاع في عهد السلطان عبد العزيز بن الحسن. يعد المنبهي شخصية بارزة في التاريخ المغربي، حيث شغل مناصب دبلوماسية هامة وقاد حملات ضد الثوار.

في عام 1912، تم توقيع معاهدة فاس في قصر المنبهي، والتي أفضت إلى استعمار المغرب من قبل الفرنسيين. بعد ذلك، استخدم القصر كمقر للسلطة الفرنسية ومقراً لحزب الاستقلال في وقت لاحق.

واليوم يستخدم قصر المنبهي كمطعم لاستقبال السياح، حيث يتمتع الزوار بتجربة تاريخية مميزة إلى جانب الاستمتاع بالطعام الشهي في جو من الأصالة والتاريخ.

دار او قصر عديل

دار او قصر عديل

دار عديل هو قصر تاريخي يقع داخل المدينة القديمة في فاس. يتميز بموقعه في حي زقاق البغال، الذي يوجد على بعد مسافة قصيرة جنوباً من شارع طلعة الصغيرة.

يأخذ القصر اسمه من عبد الخالق عديل، أحد أصحاب المنزل الأوائل في المنطقة. كان عبد الخالق عديل تاجراً غنياً وأميناً في فاس خلال فترة حكم السلطان العلوي مولاي إسماعيل (1672-1727). تولى عديل منصب حاكم المدينة أيضاً خلال حكم السلطان مولاي عبد الله (1729-1734). يُعتبر المسؤول عن بناء فندق النجارين في هذه الفترة.

دار عديل ليست فقط موقعاً تاريخياً بل وشاهداً على الحياة والثقافة في فاس خلال القرون الماضية، وتعكس تاريخاً غنياً وتراثاً مهماً للمدينة.

دار با محمد الشرقي

دار با محمد الشرقي

دار با محمد شرقي، الملقبة بـ”دار الأمان”، تمثل واحدة من المعالم التاريخية الفريدة في فاس البالي، حيث تتميز بتصميمها الرائع الذي يعكس الطابع الأندلسي المغربي الفخم. تقع هذه الدار الساحرة على شارع درب الحرية داخل المدينة القديمة.

تاريخياً، تم بناء هذا القصر الفخم في بداية القرن العشرين، حيث استغرق بناؤه مدة تناهز الخمس عشرة عاماً، وسمي باسم القاضي با محمد الشرقي، وهو شخصية بارزة في تاريخ المدينة. وفي كتاب “الحدائق الإسلامية”، وردت معلومات تفيد بأن القصر كان مقراً للباشا عبد القاري، وقد شُيِّد في عام 1860.

في عام 2008، استحوذ مستثمرون دوليون على هذا القصر التاريخي بعد مفاوضات طويلة مع الورثة، بهدف تحويله إلى فندق فاخر بخمسة نجوم. ومع ذلك، يُذكر أن القصر يعاني من حالة متدهورة حالياً، ولا يمكن للزوار الوصول إليه.
تعتبر دار با محمد شرقي، جنباً إلى جنب مع دار المقري ودار لكلاوي ودار عديل، من المآثر التاريخية الهامة في المدينة، حيث يتألف من منزلين رئيسيين يمتدان على مساحة تقارب 1800 متر مربع. يتميز البيت الرئيسي بفنائه المركزي الفاخر المزخرف بالرخام والبلاط والزليج وثلاث غرف فسيحة، بينما يضم المنزل الثاني حديقة مترامية الأطراف ورواقاً ساحرا يحيط بها.

دار الكلاوي او قصر الكلاوي

دار الكلاوي او قصر الكلاوي

دار الكلاوي، المعروفة أيضا باسم قصر لكلاوي، هي واحدة من المعالم التاريخية البارزة في فاس، وتقع في المنطقة الجنوبية الغربية للمدينة القديمة. شيد هذا القصر خلال فترة امتدت من أواخر القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين، حيث كان ملكا لباشا مراكش التهامي الكلاوي.

تمتاز دار الكلاوي بتصميمها الفخم والفني وتعتبر إحدى المعالم الكبرى في مدينة فاس. يتألف القصر من مجموعة من الأروقة والقاعات الفسيحة التي تعكس الأسلوب المعماري الرائع لتلك الفترة، وتوفر للزوار فرصة لاكتشاف التاريخ والثقافة المغربيتين.

من خلال دار الكلاوي، يمكن للزوار الاستمتاع برؤية الفنون الجميلة والديكورات الرائعة التي تعكس الذوق الرفيع للعصور السابقة، مما يجعلها وجهة سياحية فريدة.

دار المقري او قصر المقري

قصر المقري بفاس

يعكس دار المقري، القصر التاريخي البارز في فاس البالي، تاريخا طويلا من البذخ والعراقة في المدينة القديمة لفاس. يعود تأسيس هذا القصر الفخم إلى القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث كانت عائلة المقري واحدة من العائلات الثرية والنافذة في المنطقة، و تولى أفرادها مناصب مهمة في الحكومة المحلية، بما في ذلك محمد المقري الذي تقلّد منصب الصدر الأعظم. تم بناء القصر في عام 1906 على يد الطيب المقري، ابن الصدر الأعظم، والذي عُيّن فيما بعد كعضو في مجلس حفظة العرش بعد الاستقلال.

يتميز دار المقري بتصميمه الرائع والفخم، ويعتبر شاهدًا على عراقة الثقافة والفن المغربي التقليدي. يعد هذا القصر وجهة سياحية مميزة تجذب الزوار لاستكشاف تاريخ المنطقة والاستمتاع بجمالية المعمار الفني الذي يتمتع به القصر.

قصر الجامعي

قصر الجامعي

قصر الجامعي، الذي يُعرف أيضًا باسم دار الجامعي، يشكل أحد المعالم التاريخية البارزة في فاس البالي. يعود تأسيس هذا القصر الفخم إلى أواخر القرن التاسع عشر، وقد بناه محمد بن العربي الجامعي، الذي كان وزيرًا في عهد السلطان الحسن الأول.

بعد انتهاء فترة الحماية، اقتناه المكتب الوطني للسكك الحديدية في سنة 1925. وفي عام 1998، قام المكتب بتأجير وإدارة القصر لمدة 20 عامًا لمجموعة أكور الفندقية. لكن في عام 2014، قررت المجموعة إنهاء العقد، مما أدى إلى إغلاق الفندق.

في يوليوز 2017، أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية عن خطط لترميم وإصلاح القصر بهدف فتح أبوابه للجمهور مجددًا. تلك الخطوة تأتي في إطار الحفاظ على هذا المعلم التاريخي الهام وإعادة إحيائه كجزء من التراث الثقافي للمنطقة.

قصبة النوار

قصبة النوار

القلعة الأوراسية، والتي تعرف أيضا بالقلعة العائلية أو القلعة المتحدة، هي محور تاريخي داخل المدينة القديمة في فاس و تقع في منطقة قريبة من البوابة الغربية لباب محروق. ترجم اسمها إلى “قلعة الزهور”، ورغم ذلك، فإنها تُعرف في بعض الأحيان باسم قلعة الفيلالي أو قلعة الشرفة. تمثل واحدة من العديد من المواقع العسكرية المحصنة أو القلعات التي بنيت حول المدينة القديمة في فترات مختلفة.

تعود جذور القلعة إلى فترة الموحدين حيث قام محمد الناصر في القرن الثاني عشر بإعادة بناء تحصينات فاس. ومن المحتمل أنها اتخذت شكلها الحالي، خلال الفترة العلوية، عندما ارتبطت بالفيلالية (مستوطنون من منطقة تافيلالت من عائلة الفيلالي البارزة).

قصبة الشراردة

قصبة الشراردة بفاس

قصبة شراردة تمثل معلما تاريخيا بارزا في مدينة فاس، وهي تشكل جزءا من التراث الثقافي والعسكري للمدينة. بنيت هذه القصبة الدفاعية القوية من قِبَل السلطان العلوي مولاي الرشيد في عام 1670، خلال فترة حكمه التي تميزت بتوسيع وتحصين البنية التحتية العسكرية في المغرب.

تمتاز قصبة شراردة بموقع استراتيجي مهم، حيث تقع في منطقة مرتفعة على الطرف الغربي من مدينة فاس القديمة، مما جعلها قاعدة دفاعية فعالة ضد الهجمات الخارجية. وقد كانت جزءًا من نظام الدفاع المتكامل للمدينة، حيث كانت تعمل بالتعاون مع الحصون الأخرى والأسوار المحيطة بالمدينة لضمان الحماية من التهديدات.

يتكون الحصن من بنية معمارية قوية ومحكمة البناء، تتميز بجدران سميكة وأبراج متعددة توفر إطلالات واسعة على المناطق المحيطة. كما تحتوي على مداخل محصنة وأنظمة دفاعية متقدمة تعكس الاهتمام الكبير بالأمن والدفاع.

من الملاحظ أن قصبة شراردة لم تكن مجرد منشأة دفاعية، بل كانت أيضًا مركزًا للحياة الاجتماعية والثقافية في المنطقة. فقد كانت تضم داخل جدرانها مساحات مخصصة للسكن والأنشطة الاجتماعية، بالإضافة إلى المساجد والمدارس التي كانت تخدم سكان المنطقة.

على مر العصور، شهدت قصبة شراردة العديد من التطورات والتحديثات، حيث خضعت لأعمال ترميم وتجديد تهدف إلى الحفاظ على تراثها التاريخي وضمان استمرارية وجودها كمعلم ثقافي هام في مدينة فاس. ومع مرور الوقت، استمرت قصبة شراردة في جذب الزوار والباحثين عن التاريخ والثقافة، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمدينة والبلاد.

قصبة تامدرت

قصبة تامدرت بفاس

تمثل قصبة تامدرت جزءًا مهمًا من التاريخ العسكري والثقافي لمدينة فاس. بنيت في أواخر القرن السادس عشر من قبل السعديين، الذين كانوا يسعون إلى تحقيق السيطرة على المدينة وضمان استقرارها. تقع القصبة بالقرب من باب الفتوح جنوب فاس البالي، وكانت واحدة من أولى الحصون التي بنيت في المدينة.

تتميز قصبة تامدرت بتصميمها البسيط والمسور، حيث تتكون من حاوية مسورة بسيطة تعكس الطابع الدفاعي للبنية. بالرغم من بساطة تصميمها، فإن وجودها يعكس الاهتمام الكبير بتأمين المدينة وحمايتها من الهجمات الخارجية.

مع مرور الزمن، بدأ السعديون في بناء حصون أخرى في فاس، مثل برج الشمال والبرج الجنوبي، والتي كانت أكثر تعقيدًا وقوة من قصبة تامدرت. ومع ذلك، تظل قصبة تامدرت جزءًا لا يتجزأ من التراث التاريخي للمدينة وتذكرنا بأهمية الدفاع والحماية في تشكيل مصيرها.

قصبة دار دبيبغ

قصبة دار دبيبغ

قصبة دار دبيبغ، المعروفة أيضا باسم قصبة “آيت سقاطو”، هي معلم تاريخي يقع في مدينة فاس. بُنيت في الأساس كقصر ملكي عام 1742م من قبل السلطان العلوي عبد الله بن إسماعيل جنوب فاس البالي. وتعتبر تسميتها بـ “دار دبيبغ” تعبيرًا شائعًا بين سكان فاس عن الأحياء الحديثة التي نشأت بجوارها.

تم تشييدها في موقع استراتيجي بعيدًا عن أسوار المدينة لمراقبة الوافدين والمغادرين، حيث شُيدت بناءًا على رغبة السلطان في إنشاء حصن قوي لمواجهة التمرد الذي تعرض له من أهل فاس والتحصن ضد اي هجوم.

بعد الاحتلال الفرنسي في عام 1911، استخدمت قصبة دار دبيبغ كمقر للقوات الاستعمارية. منذ ذلك الحين، بدأت تتدهور وتتعرض للإهمال، حيث أصبحت مهددة بالتلاشي. في الوقت الحالي، تظهر القصبة في حالة متدهورة، حيث تمتلئ بالدور العشوائية وتتهاوى جدرانها ببطء، لكن معالمها الأساسية لا تزال واضحة. تعتبر هذه القصبة جزءا من التراث العسكري القديم لفاس، حيث تقع على بعد أكثر من ثلاثة كيلومترات جنوب المدينة القديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top