حدائق فاس بين الموروث العريق والحاضر البهي
تتميز حدائق المدن التاريخية والأثرية بمزيجً فريد من الجمال الطبيعي والتراث الثقافي، فهي تشكل جزءًا لا يتجزأ من النسيج العمراني لتلك المدن، وتعكس تاريخها العريق وروحها الحية. ومن بين هذه المدن التاريخية تبرز مدينة فاس، التي تعد واحدة من أقدم المدن التي عرفها البشرية وأهم مراكز الثقافة والتعليم في المغرب.
تتميز فاس بتاريخها العريق وتراثها الغني، ومن بين أبرز معالمها الحدائق التاريخية والأثرية التي تمثل جوهر الهوية الفاسية وتعكس تفردها الثقافي. فتقدم هذه الحدائق مساحات خضراء استثنائية تتناغم مع العمارة التقليدية والمناظر الطبيعية الخلابة، مما يجعلها وجهات جذب سياحي ومراكز للاسترخاء والتأمل. إنها مكان مثيل للاحتفاء بالتاريخ والثقافة في مكان واحد، وزيارتها هي رحلة عبر الزمن الى عصور خلت لاستكشاف خيوط العلاقة بين الماضي والحاضر.
حديقة جنان السبيل
تعتبر حديقة جنان السبيل في مدينة فاس، المعروفة أيضًا باسم جنان بوجلود، واحدة من أجمل الحدائق في المملكة المغربية، حيث تمتد على مساحة تقدر بثمانية هكتارات وتقع بالقرب من ساحة باب بوجلود التاريخية. يعود تاريخ إنشاء هذه الحديقة إلى القرن الثامن عشر على يد السلطان المولى عبد الله العلوي، حيث كانت في الأصل مخصصة للأمراء والأميرات قبل أن تفتح أبوابها للجمهور في عام 1917.
تتميز الحديقة بتنظيمها الفريد وتنوعها النباتي، حيث تضم حوالي 1000 نوع من النباتات، بما في ذلك النباتات النادرة كالخيزران والسكاس والكاميروس. كما تحتوي على برك مائية ونوافير ومساحات خضراء مورقة وأشجار مثمرة مثل الليمون والبرتقال والرمان.
تعد جنان السبيل موروثا تاريخيا وجماليا يحمل طابع المدينة التاريخية لفاس، وقد جذبت الحديقة اهتمام المؤرخين والشعراء والزوار على مر العصور، حيث تعتبر مركزًا للسلام والجمال والهدوء رغم التحديات التي تواجهها، مثل نقص المياه.
وللحفاظ على هذا التراث الثمين، تمت عملية إعادة هيكلة للحديقة في عام 2010 بمبادرة من مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وتم ترميم البنى التحتية وتجديد المساحات الخضراء والنوافير وإضافة مرافق جديدة.
تمثل حديقة جنان السبيل مثالًا يحتذى به للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في المدن التاريخية.
حديقة جنان المسرًة
جنان المسرّة هي حديقة ملكية شاسعة تقع شمال فاس الجديد، وهي القلعة التاريخية للسلالة المرينية في فاس بالمغرب. بنيت الحديقة من قبل السلطان المريني أبو يعقوب يوسف في عام 1286، وأصبحت مشهورة جزئياً بسبب الناعورة المائية الضخمة التي تم إنشاؤها لتزويدها بالمياه. تم التخلي عن الحدائق وتدميرها بشكل تدريجي خلال فترة السعديين فيالقرنين السادس عشر والسابع عشر واختفت منذ ذلك الحين، ولم تترك سوى آثار في عدد قليل من المباني مثل باب السيكمة.
تعد جنان المسرّة مكانًا مميزًا في تاريخ فاس، وكانت تضمّ مساحات شاسعة تمتد على مساحة تقدر بـ 67 هكتارًا، ومحاطة بجدران خاصة، ولها بوابة تعرف باسم باب السيكمة وناعورة مائية ضخمة وأحواض مياه.
تعد الناعورة المائية التي بنيت لتوفير المياه للحدائق، من أهم معالم جنان المسرّة، حيث كانت ضخمة ومبتكرة بالنسبة لعصرها. تهدمت الحدائق تدريجيًا على مر السنين، لكن بقيت آثار بعض المباني كبقايا باب السيكمة، وتُعتبر المسرّة الآن موقعًا لمقبرة باب السيكمة الكبيرة.
على الرغم من تدميرها واختفائها، فإن جنان المسرّة تبقى شاهدًا على العظمة التاريخية لمدينة فاس، وتُذكّرنا بالحضارة المرينية وتراثها الغني في المملكة المغربية.
حديقة الطيور
تروبيكانا بارك، المعروفة أيضًا بـ”حديقة الطيور”، هي متنزه ترفيهي يقع في فاس، العاصمة العلمية للمغرب. تمتد الحديقة على مساحة ثلاثة هكتارات، وتقع بالقرب من المنطقة الرطبة “المرجة” بزواغة السفلى. تتميز الحديقة بتوفر فضاءات للترفيه للأطفال، ومطعم، ومقهى، ومرافق صحية، وأماكن للاستراحة. تم افتتاح المتنزه في يونيو 2014 بتمويل من الجماعة الحضرية لفاس، وقد عزز البنية الترفيهية في المدينة.
تحتضن “حديقة الطيور بفاس” مجموعة متنوعة من الطيور، بما في ذلك الطيور المحلية والمستوردة من مختلف القارات مثل أمريكا اللاتينية وإفريقيا. تضم الحديقة طيورًا مغردة، وجارحة، ودواجن، مع وجود أكثر من 30 نوعًا محليًا ومستوردًا. بالإضافة إلى ذلك، تضم الحديقة قردة وسناجب وأسماكًا تعيش في أحواض مائية، بالإضافة إلى الببغاوات والحمام والدواجن المتنوعة، وتعيش جنبًا إلى جنب مع النعامة الصحراوية الإفريقية والطاووس وأنواع أخرى من الطيور الاستوائية والكاسرة.
حديقة أمريكا اللاتينية
تقع حديقة أمريكا اللاتينية في قلب مدينة فاس، قرب مقر جماعة المدينة ومستشفى أكدال، في منطقة معروفة باسم ملعب الخيل. تمتد المساحة الإجمالية للحديقة على مساحة تبلغ ثمانية هكتارات و 3700 متر مربع، ويشتغل بها حوالي 40 من العمال.
تم افتتاح الحديقة في يوم الجمعة، الموافق 7 غشت 2015، بحضور وفد دبلوماسي يمثل دول أمريكا اللاتينية، بما في ذلك فنزويلا، الباراغواي، وبنما، بالإضافة إلى عدد من مستشاري مجلس مدينة فاس. تضم الحديقة مجموعة من المرافق المتنوعة، بما في ذلك بركة مائية، ومنطقة خاصة للأطفال، ومقاهي، بالإضافة إلى ممرات لممارسة الرياضة والتجول.
حديقة لالة آمينة
تعد حديقة لالة أمينة واحدة من الوجهات السياحية الهادئة والجميلة في مدينة فاس. تقع هذه الحديقة الساحرة في مقاطعة أكدال، على شارع محمد السلاوي. تبلغ مساحتها أكثر من 10,000 متر مربع، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للاسترخاء والتمتع بالطبيعة.
للحديقة مقهى خاص يتوسطها و يعد من أبرز أجزائها، حيث يمكن للزوار الجلوس والاستمتاع بتناول المشروبات والوجبات في جو هادئ وممتع. توفر الحديقة أيضًا فرصة للتجول والتنزه بين الأشجار والنباتات الخضراء، مما يخلق جوًا من السكينة والهدوء بعيدًا عن صخب المدينة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر موقع جماعة فاس مصدرًا موثوقًا يمكن الاعتماد عليه للحصول على معلومات دقيقة حول الحديقة وخدماتها.
حدائق الرياضات أو دور الضيافة بفاس
تتوجّه الأنظار إلى الرياضات المغربية الرائعة التي تعد تجسيدا لروعة الفن المعماري والثقافة الفريدة للمملكة. إنّها ليست مجرد حدائق داخلية بل متاحف حية تحمل تاريخاً طويلاً من الأناقة والفخامة. عبر الممرات المتعرجة والأقواس العربية الساحرة، يندفع المرء إلى عالم من الألوان والروائع، حيث تتناغم الأشجار الورقية مع أنهار الأزهار الفاتنة. يشكل الفن المعماري الرائع للرياضات مزيجاً ساحراً بين الزخارف العربية والأندلسية، مع مساحات داخلية مزينة بأجود أنواع الفنون اليدوية التقليدية والفخمة.
ليست الرياضات مجرد أماكن إقامة، بل هي محطات لاكتشاف الثقافة المغربية الغنية والتاريخ العريق. تتنوع الفعاليات والأنشطة المقامة داخلها، مما يجعلها وجهات سياحية مثالية للمسافرين الذين يبحثون عن تجربة فريدة ومميزة.