ترتكز السياحة في مراكش على جودة الخدمات وتوفير جميع المستلزمات والمتطلبات ليشعر السياح والزوار بالراحة التامة، كالفنادق والمطاعم والمعالم التاريخية وأماكن الترفيه. وهناك من يحب الملاهي والألعاب كوسيلة للترفيه عن النفس، ومن يعشق خوض أشكال مختلفة من الأنشطة. ورغم أن مراكش ليست مدينة متواجدة في أعماق الصحراء، إلا أن السياح بإمكانهم تجربة ركوب الجمال في أماكن صحراوية وأخرى جبلية أثناء زيارتهم للمدينة.
ركوب الجمال في أكافاي
تجربة ركوب الجمال هي تجربة لا يجب على زوار وسياح مدينة مراكش تفويتها. حيث يرغب العديد من السياح في اغناء رحلتهم السياحية عبر القيام بمختلف الأنشطة التي تجعل هذه الرحلة استثنائية . وركوب الجمال يمنح هذا الشعور لزوار المدينة الحمراء.
صحراء أكافاي تعتبر الخيار الأفضل للقيام بركوب الجمال أثناء تواجدهم بالمدينة الحمراء. فعلاوة على جمال الكتبان الرملية بها، تضمن هذه المنطقة لروادها الاستمتاع بأجواء الصحراء الهادئة، وكذا التمتع بلحظات غروب الشمس الرائعة أثناء القيام بجولة ركوب هذا الحيوان البديع الملقب بسفينة الصحراء. وقطعا، هذه الرحلة ليست مجرد تجربة، بل هي ضرورة لمن يركضون خلف تغذية الإحساس والذوق من خلال جو الصحراء الأصيلة.
قبل البدأ في الرحلة على ظهر الجمل، قد ترغب أولا بجولة قصيرة على رجليك لتفقد المكان لاستكشاف روعة الواحات المحيطة به، وتأمل المناظر الصحراوية الخلابة والمذهلة. فرحلة تفقد حتى ولو كانت قصيرة مشيا على الاقدام تختلف عن تلك التي تقضيها راكبا.
بعد ان تكون قد خضعت غمار تجربة قصيرة على القدمين، ودخلت اجواء منطقة أكافاي الأولى ومتعت ناظريك بمناظرها الصحراوية وماعرفت على أشعة شمسها عن كثب ، تأتي الآن مرحلة الخوض في أعماقها. هذه المرة لن تكون على ساقيك ولا وحدك بل سيرافقك كائن يعشق الصحراء وتعشقه وهو ولدها البار: انه الجمل او سفينة الصحراء.
يبرك الجمل ارضا على ساقيه ليتهيأ لركوب فارسه الذي هو انت في هذه اللحظة. لا تتردد ولا تقلق ولا ينتابك اي شعور بالريبة فامتطاء الجمال اسهل مما يدور في خلد الخيال، وصاحبه يضمن لك حسن السلوك و الرحلة الشيقة. وحركته عند الوقوف تبدو غريبة وقد تتوقع السقوط عن ظهره غير أن ذلك عن تجربة مجرد وهم او قل وهم بصري. ينطلق الجمل ليجوب ربوع صحراء أكافاي و ينقلك من منظر طبيعي صحراوي لاخر ودائما يتقدمه الجمال بفتح الجيم وتشديد الميم، او ما يعرف بالشاموليي. منظر الغروب على ظهر الجمل فوق الصحراء منظر مهيب وقمة في الجمال، تتغير الوانه والاشكال التي يخطها على الافق في كل لحظة، راسمة البهجة على قلوب المتابعين ومعلنة نهاية النهار وبداية ليلة اخرى في زمن مترامي الابعاد. الجو والطبيعة المحيطة والهدوء الكبير يبعث في النفس شعورا بالراحة والهدوء تعجز عن وصفه الكلمات، يداوي الجراح التي خلفتها الحياة المعاصرة في المدن بسبب الضجيج والتكنولوجيا وضغط الحياة اليومية.
مشهد الغروب هذا في صحراء أكافاي هو ربما أبرز ميزة لتجربة القيام بهذه الجولة في هذا المكان. فحينما تبدأ الشمس في الغروب ببطء، سينبهر السياح بمشاهدة السماء باللون البرتقالي والوردي والأرجواني.
سحر الصحراء لا ينتهي بمجرد انتهاء رحلة ركوب الجمال، بل يمتد الى الخيام او دور الإقامة التقليدية المتواجدة في المكان. الشاي مشروب لذيذ لكن طعمه يختلف مطلقا في الصحراء وتختلف طريقة تحضيره على الطريقة الكلاسيكية بالحطب. منظر النار وهي تنير الصحراء بانوراما اخرى تنضاف الى مكونات أكافاي ، بالإضافة إلى قضاء ليلة في الخيام على طريقة البدو الرحل.
خدمات الحجز في الخيام والعشاء التقليدي بها متوفرة وبأسعار مناسبة.
ركوب الجمال بمنطقة النخيل
منطقة النخيل بمراكش معروفة بجمال مناظرها الطبيعية وثقافة سكانها الاصليين المميزة. وإن كانت قريبة من مراكش، غير أنها لم تستسلم لهرج المدينة وصخبها العالي، وظلت محافظة على جو السكينة والهدوء في تناغم تام مع رونق بساتين النخيل الباسقة واصوات الطيور التي لا تنفك تنشد اهازيج تدخل الفرحة والسرور على القلب و تنقل الذات الى درجات قصوى من الهدوء والسكينة مع الامان. وما يزيد من بهاء تجربة المكان بمناظره الاخاذة هو تجربة فريدة اخرى، هي ركوب الجمال على هذه البقعة الغناء من الارض.
تنطلق مراسيم الاستعداد لخوض تجربة مثيرة في منطقة النخيل بكوب صغير من الشاي المغربي الممزوج بالنعناع. يمكنك طلب كوب أخر إذا استلذذت طعم هذا المشروب فلا حدود للكمية التي يمكنك تناولها منه إلا بحجم معدتك ورغبتك، فالمستضيفون كرام في هذا الباب كرم اهل المغرب. تبدأ الرحلة بامتطاء الجمل الصحراوي المهيب. وإن كانت هذه هي المرة الاولى التي تركب فيها جملا قد تشعر ببعض القلق والتردد في الاول. لكن التجربة آمنة مطلقا و عملية امتطاء الجمل اسهل بكثير مما قد تتخيله، وزد على ذلك مرافقة مختصين مربين للجمال يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن هذا الحيوان، وسيساعدوك في الصعود على ظهره.
ينطلق بك الجمل ليجوب بساتين النخيل الساحرة ومنعرجات الطريق الطبيعية، والتلال الصغيرة والقرى المحيطة التي لازالت تحافظ على أصالتها وتقاليدها العريقة. يتقدم الجمل صاحبه الذي يمسك بعقاله ويرشده في الرحلة. يمكن ان تصادف الكثير من الاشياء في الطريق مثل السكان المحليين الذي قد يروون لك قصصا مثيرة عن ماضي وحاضر المنطقة او طيورا وحيوانات برية. لكن لا تقلق فالحيوانات المفترسة لا وجود لها في المكان وقد انقرضت منذ زمن بعيد.
تجربة ركوب الجمال في منطقة النخيل تجربة لن تنساها وستوفر لك كل مشارب المتعة التي تبحث عنها وباسعار مقبولة لا تلهب جيبك.
تجربة ركوب الجمال بوادي أوريكا
تعتبر رحلة ركوب الجمال على طول النهر في جبال الأطلس الكبير تجربة ومغامرة رائعة وفريدة من نوعها.
يقع وادي أوريكا على بعد 65 كلم من مراكش، وهو متواجد بمنطقة جبال الأطلس الكبير إذ يمتد على طولها. تعد هذه الرحلة إلى وادي أوريكا الوجهة السياحية الأكثر مبيعا من مراكش، وهي تجربة تسمح باكتشاف البيوت الأمازيغية الأصيلة، واكتشاف ثراء التقاليد الأمازيغية.
تتيح هذه التجربة للزوار الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والرائعة للأطلس الكبير، عبر تتبع مجرى نهر أوريكا من خلال مسار جبلي فريد من نوعه. كما سيتمكن السياح من زيارة القرى الأمازيغية الرائعة وقضاء بعض الوقت فيها، ما يمنحهم الفرصة للتعرف على نمط عيش مختلف وجديد. كما سيكتشفون التقاليد الأمازيغية المغربية الضاربة في عمق التاريخ والتي لا تزال قائمة وموجودة إلى الآن.
هناك في وادي أوريكا، سيكون بإمكان الزوار الجلوس بسيتي فاطمة أو أولماس، والاستمتاع بالشلالات الشهيرة الموجودة بالمنطقة. كما أن جميع القرى الموجودة على طول مجرى نهر أوريكا تتواجد بها المقاهي والمطاعم، إذ يمكن للزوار الاستمتاع بشرب الشاي أو العصير أو القهوة أو تناول الطعام وهم جالسون على ضفاف النهار، مستمتعين بخرير المياه والأجواء الرائعة بالمكان.
علاوة على كل هذه تجربة ركوب الجمال في وادي أوريكا تستمر حسب المدة الزمنية التي يوفرها القائمون على ترتيب رحلات الزوار للمكان. وعلى خلاف المعتاد، فهذه المرة جولة ركوب الجمال تكون وسط منطقة خضراء وليست صحرواية.
جولات ركوب الجمال بمراكش تحمل في طياتها مغامرة فريدة ومناظر طبيعية خلابة لا تنسى. فركوب الجمال ليس مجرد نشاط سياحي، بل هو رحلة عبر الزمن تعيدنا إلى طرق التنقل التقليدية وتمنحنا فرصة للتواصل مع البيئة المحيطة بطريقة فريدة. هذه الجولات تتيح للزوار الاستمتاع بالهدوء والسكينة واستكشاف جمال مراكش الخفي بطريقة ممتعةومميزة.
