ابواب مراكش التاريخية

أبواب مراكش التاريخية


تمتاز مدينة مراكش، المعروفة بلقب “المدينة الحمراء”، بشبكة من الأبواب التي تتمركز على طول السور الرئيسي للمدينة القديمة، كما توجد أبواب داخل المدينة القديمة تعتبر أبوابا ثانوية، وقد تمت تسمية هذه الأبواب بأسماء مرتبطة بالدروب والحومات والحرف التقليدية التي كانت تمارس داخل أسوارها، لكن هذه الأسماء ليست مجرد تسميات عادية، بل تروي قصة المدينة وتاريخها، في هذا المقال سنتحدث عن أبواب مراكش السبعة الرئيسية، كما سنلقي الضوء بإيجاز عن الأبواب الفرعية.

باب دكالة

باب دكالة بمراكش

يشكل أحد أبرز الأبواب الرئيسية، ويتميز ببرجين ضخمين يتوسطهما ممر يقود إلى قلب المدينة القديمة، وتعود تسمية هذا الباب إلى المنطقة المجاورة التي كانت يسكنها السكان التابعون للموحدين والذين كانوا يفدون على مراكش من هذا الباب، كما أن القوافل المنطلقة من مدينة النخيل تخرج منه متجهة إلى سهول دكالة والشاوية.

يعتبر باب دكالة مدخلا رئيسيا للمدينة القديمة في مراكش، حيث يتواجد في الجهة الغربية ويوصل إلى مسجد باب دكالة، مما يجعله نقطة مرور حيوية ونقطة انطلاق نحو ساحة الفنا ومسجد الكتبية، وفي الوقت الراهن توجد بالقرب منه المحطة الطرقية، كما أن دكاكين باعة الكتب منتشرة بجانبه، وهون نقطة ربط بين المدينة وكل من جليز عبر شارع الحسن الثاني، والداوديات عبر شارع علال الفاسي.

باب أغمات

باب اغمات بمراكش

هو واحد من أهم الأبواب التاريخية، حيث يمثل مدخلا رئيسية للمدينة القديمة، يتكون هذا الباب من قوسين كبيرين مهيبين، شهدا تطورات وتغييرات عديدة عبر العصور، يتواجد في حي سيدي يوسف بن علي، وهو حي معروف ومن أقدم أحياء مراكش، كما يتميز هذا الباب بقربه من سوق الربيع، وهو بالجهة الشرقية من المدينة القديمة، على الطريق المؤدية إلى زاوية سيدي بن صالح، ثم إلى قبائل حوز جنوب شرق مراكش.

سمي باب أغمات بهذا الاسم، لأنه كان المنفذ والبوابة التي يدخل منها سكان أغمات إلى مراكش، وبفضل موقعه الاستراتيجي، فهو محطة هامة على طريق المسافرين والزوار الذين يستكشفون جماليات المدينة القديمة وتاريخها العريق.

باب أكناو

باب اكناو بمراكش

يشكل واحدا من المداخل الرئيسية والمهمة حيث يعد المنفذ الرئيسي نحو القصبة الموحدية، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد والمتفرد، والذي يبرز بشكله المميز والمختلف عن بقية الأبواب في المدينة، واسم “أكناو” هو لفظ في اللغة الأمازيغية، حيث يعني “الأبكم”، ويطلق هذا الاسم عادة على العناصر الأفريقية الذين لا يتحدثون باللغة المحلية، ويقال أن الأفارقة الذين كانوا في مراكش في العصر الموحدي كانوا يجتمعون عند هذا الباب.

هذا الباب هو تحفة فنية أنشأه السلطان الموحدي عبد المؤمن بن علي الكومي، وخضع لعمليات ترميم عدة على مر العصور، بما في ذلك الترميم الذي قام به المعماري الفرنسي شارل ميسو في بداية الستينيات من القرن العشرين.
وقد كرمت المغرب هذا الباب من خلال طبع صوره على الأوراق النقدية في عهد الملك محمد الخامس.

باب الرب

باب الرب بمراكش

يعتبر واحدا من الأبواب المهمة، يمتاز بتاريخه العريق والمثير للاهتمام في تسميته، إذ يرجع سبب تسميته “الرب” إلى الإقبال الكبير على مشروب مستخلص من فاكهة العنب في تلك الحقبة الزمنية، والذي كان منتشرا بشكل كبير خلال الفترة الموحدية، وهو مشروب قادم من عند القبائل المستوطنة بجبال الأطلس الكبير، حيث كان يعتبر مشروبا أساسيا ولا غنى عنه لسكان المنطقة نظرا لشدة البرد في الجبال.

وحسب بعض الروايات التاريخية، فقد قدم الخليفة أبو يعقوب المنصور الموحدي هذا المشروب للحضور في إحدى حفلاته، حيث أُعد بكميات كبيرة وقدم للضيوف على مدار 15 يوما، وترجع شهرة هذا المشروب إلى ذلك الحدث، حيث كان عدد الوافدين يتجاوز 3000 شخص يوميا.

باب الخميس

باب الحميس بمراكش

يعتبر واحدا من الأبواب التاريخية الرئيسية، يعود تاريخ بناء هذا الباب إلى فترة حكم المرابطين، وتم تجديده في عهد السلطان مولاي سليمان العلوي في عام 1802م، وقد كان يسمى في السابق باب فاس حتى فترة حكم المرينيين في القرنين 13 و 15م، حيث تم تغيير اسمه إلى باب أبي العباس السبتي.

مرت على باب الخميس لحظات تاريخية مهمة، حيث شهد مواجهة بين المغاربة والبرتغاليين في عام 1515م، حيث تم دحر بعثتهم العسكرية بواسطة الفرسان المغاربة.

يتميز باب الخميس بنقوشه التاريخية وهندسته المعمارية، التي تحمل آثار الزمن الغابر، وهي تعكس جمالا وتميزا تاريخيا، وطوال توالي الدول على حكم مراكش، حافظ على هذا الباب كجزء من التراث التاريخي للمدينة.
وفي القرنين الأخيرين، أصبح هذا الباب معرضا لعرض أي شيء للبيع، خاصة أنه فغي يوم الخميس من كل أسبوع يتحول لما يشبه السوق الكبير جدا، ومن هنا أصبح اسمه باب الخميس.

باب الدباغين

باب الدباغ بمراكش

واحد من أقدم أبواب مراكش، حيث تم بناؤه في العصر المرابطي، وعلى الرغم من تعرضه لعمليات ترميم متعددة عبر العقود والقرون، إلا أنه ما زال يحتفظ بجماله، يمتاز هذا الباب بتصميمه الأثري الفريد، وهو رمز من رموز المدينة القديمة، وهو يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف جماله وتاريخه.
سمي بباب الدباغين، لأنه البوابة المؤدية نحو سوق الدباغين.

باب أحمر

باب أحمر بمراكش

أحد أهم الأبواب الرئيسية والمنافذ الأساسية في سور مدينة مراكش، وهو المنفذ الوحيد لخروج سكان المدينة القديمة للتجول خارجها خلال العهد المرابطي، يتميز بوجود بقايا برجين على يمينه وعلى شماله، وهو من التحف المعمارية لعهد المرابطين، وقد مرت عليه العديد من الأحداث التاريخية التي جرت في محيطه، بما في ذلك حدث دخول مراكش والاستلاء عليها من قبل الموحدين.

يعتقد أن باب أحمر تم طلاءه بالدم خلال عملية إفناء الموحدين للمرابطين، ولأن الدماء ظلت ملتصقة به لفترة طويلة، أطلق عليه هذا الاسم.

الأبواب الفرعية

إلى جانب أبواب مراكش السبعة الرئيسية، توجد عدة أبواب فرعية تتواجد داخل المدينة القديمة، نوردها تواليا كما يلي.
باب الصالحة، والذي يعتقد أنه من الأبواب الأولى في السور القديم للمدينة، يشكل شاهدا على العصور الوسطى، وتاريخه المرابطي، وبالرغم من أن أسباب زواله لا تزال غامضة، فإن اسمه لا يزال محتفظا به في ذاكرة المراكشيين.
باب الشريعة، من الأبواب التي شيدها المرابطون، تم هدمه في وقت لاحق لأسباب غير معروفة.

أما بالنسبة لباب الكحل وباب السادة وباب البستان وباب الدرب وباب الدباغ وباب الدار وباب السوق وباب تاغزوت وباب هيلانة أو باب أيلان، فإن وجودها يعكس تنوع المدينة وتعقيداتها التاريخية والثقافية، كما أنها تعتبر مداخل داخلية في المدينة القديمة. أنها شواهد حية لا تزال قائمة على العصور التي عاشتها مراكش وتطورها.

أبواب مراكش ليست مجرد مداخل أو هياكل حجرية، بل هي جزء لا يتجزأ من تاريخ وثقافة هذه المدينة العريقة. فهي تعكس مراحل تطورها وتغيراتها عبر العصور، وهي شواهد قائمة على روعة الحضارات والثقافات التي ازدهرت فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top