نزل وفنادق فاس العتيقة

فنادق نزل وخان فاس القديمة

في فاس تتوفر الفنادق والنزل والخانات القديمة في كل ربوع المدينة.

الخان كلمة مشتقة من التركية والفارسية وتعني بيت القافلة، واستخدمت هذه الكلمة للتعبير عن مبنى مخصص لإيواء المسافرين والقوافل على الطرق البعيدة، ويتميز ببنيته من الحصى والجص والصاروج، وسقفه المحدب، ويحتوي عادة على باب واحد وكوى في جوانبه.

في القديم، كانت مدينة فاس تضم أكثر من مائة فندق، وكانت هذه المباني مراكز تجارية توفر الإقامة للتجار والمسافرين وتستخدم لأنشطة تجارية أخرى مثل الأسواق والمزادات، بالإضافة إلى استضافة ورش الحرفيين. يُعتبر فندق النجارين، الذي بُني في القرن الثامن عشر من قبل الأمين الحاج الخياط عديل، واحدًا من أشهر هذه الفنادق، حيث كان يوفر الإقامة ومساحات التخزين للتجار، واليوم يُستخدم كمتحف للفنون والحرف الخشبية. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر فندق الشماعين وفندق التطوانيين من الأمثلة الرئيسية الأخرى، حيث يعود تاريخهما إلى العهد المريني أو في وقت سابق، وهناك فندق الصاغة الحديث الذي يُعد خزينة معاصرة لصندوق النجارين.

فندق الشماعين

فندق الشماعين

فندق الشماعين يعتبر جزءًا لا يتجزأ من تراث القرون الوسطى في مدينة فاس. يقع هذا الفندق القديم في قلب المدينة التاريخية، فاس البالي، بالقرب من جامع القرويين، الذي يُعتبر أحد أهم المعالم الدينية والثقافية في المدينة. تمثل الهندسة المعمارية لفندق الشماعين بارزاً على التراث الثقافي والمعماري لفاس.

يجاور فندق الشماعين هيكل آخر يُعرف باسم فندق السبيطريين، ونتيجة لذلك، يشكل الاثنان معًا مجمعًا معماريًا مشتركًا يُشار إليه أحيانًا باسم مجمع الشماعين والسبيطريين. تاريخيًا، كانت هذه الفنادق تستقبل المسافرين والقوافل على الطرقات البعيدة، وكانت تُعتبر مراكزًا حيوية للنشاط التجاري والثقافي في المدينة.

تمتاز هذه المباني بتصميمها العريق والتفاصيل المعمارية الجميلة، حيث تحتفظ بعناصر فنية تعكس الفخامة والرقي التقليدي للعمارة المغربية القديمة. توفر هذه الفنادق للزوار فرصة لاكتشاف جوانب مهمة من تاريخ وثقافة فاس، بالإضافة إلى تجربة الإقامة في مكان يحاكي جو من السحر والجمال التاريخي.

فندق التطوانيين

فندق التطوانيين

فندق التطوانيين، وهو جزء من التراث التاريخي لمدينة فاس البالي في المغرب، يقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من جامع القرويين، ويواجه الركن الشمالي الشرقي ويقع بالقرب من المدرسة المصباحية، وقد كان معروفا بدوره في استضافة الدواب التي كانت تحتاجها المخازن.

تأسس الفندق في القرن الرابع عشر خلال العهد المريني، ربما في نفس الفترة التي تم فيها بناء مدرسة العطارين من قبل السلطان أبو سعيد عثمان بن يعقوب، مما يمنحه مكانة تاريخية بارزة كواحد من أقدم الفنادق في المنطقة.

كان الفندق مركزا حيويا للتجارة، حيث كان يوفر الخدمات وأماكن الإقامة للتجار والمسافرين القادمين من خارج المدينة. وقد تم تصنيف الفندق كنصب تذكاري وطني في عام 1925، وتم ترميمه مؤخرًا بواسطة وكالة إنقاذ فاس، وأُعيد افتتاحه في مارس 2019 كمركز ثقافي وتجاري للحرفيين، مع تجهيزات حديثة لضمان الراحة والرفاهية للزوار.

فندق النجارين

فندق النجارين

يعتبر فندق النجارين واحدًا من أبرز المعالم السياحية في مدينة فاس بالمغرب، حيث يقع في ساحة النجارين المرموقة وسط المدينة العتيقة، بالقرب من سوق الحناء، ويعتبر هذا الموقع المركزي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية والتاريخية للمدينة.

تأسس الفندق في القرن الثامن عشر كمكان لتوفير الإقامة والخدمات لتجار الأعلاف وتجار السلع الكمالية القادمين من المناطق الداخلية، وسرعان ما أصبح مركزًا رئيسيًا للنشاط التجاري والثقافي في المنطقة.
تم الإعلان عن فندق النجارين كنصب تذكاري وطني في عام 1916، وتم تضمينه كجزء من مواقع التراث العالمي لليونسكو، مما يؤكد على أهميته الثقافية والتاريخية.

تم ترميم الفندق كجزء من برنامج الحفاظ على التراث التاريخي للمدينة القديمة، وقد أعيد تأهيله ليصبح متحفًا يضم بنية خشبية تتألف من ثلاثة طوابق، حيث يعرض المتحف مجموعة من القطع الأثرية والحرفية التقليدية التي تعكس تاريخ وثقافة المنطقة.

فندق الصاغة

فندق الصاغة

يعد فندق الصاغة واحدًا من الفنادق التاريخية البارزة في قلب فاس البالي، المدينة القديمة في فاس، المغرب.
تأسس الفندق في عام 1711 ميلادية، خلال فترة حكم السلطان العلوي إسماعيل بن الشريف، وربما تم بناؤه بمبادرة من تجار أو مسؤولين محليين. وكغيره من المباني التاريخية في المدينة، كان الفندق مركزًا حيويًا للنشاط التجاري.

استخدم الطابق الأرضي من المبنى حصريًا للأنشطة التجارية، في حين كانت الطوابق العلوية مخصصة لورش العمل الحرفية وتخزين البضائع. وفي بداية القرن العشرين، كان الفندق معروفًا بشكل خاص بتجارة الشاي.

شهد الفندق ترميمًا كبيرًا بين عامي 2013 و2017، كجزء من مبادرة لإعادة تأهيل 27 معلمًا تاريخيًا في المدينة. وخلال عمليات الترميم، تم الكشف عن بقايا منازل تعود للعصر المريني، بزخارف الزليج، مما يعزز أهمية الفندق كموقع أثري وتاريخي في فاس.

فندق الكتانين

فندق المتانين

في قلب المدينة القديمة في فاس البالي، يقف فندق الكتانين، المعروف أيضًا باسم فندق جديد، كمثال بارز على الفنادق التاريخية التي تحمل طابعاً تقليدياً رائعاً. تم بناء هذا الفندق في القرن التاسع عشر على يد الحاج حسين بناني، الذي كان يشغل منصب مسؤول عن شؤون الوقف خلال حكم مولاي الحسن (1873-1894).

بجوار سوق الحناء وساحة النجارين، يقع هذا الفندق في مكان استراتيجي داخل المدينة العتيقة، مما يمنحه قيمة تاريخية وثقافية كبيرة. كانت وظيفته الأساسية هي استضافة التجار والمسافرين القادمين من الأقاليم الداخلية، حيث كان يوفر لهم مكان إقامة مريح ومأوى آمن.

مؤخرا، خضع الفندق لعملية ترميم شاملة ضمن برنامج لإعادة تأهيل العديد من المعالم التاريخية في فاس. تم تجديد هيكله وتحسين مرافقه لتلبية احتياجات الزوار الحديثة، وذلك بهدف الحفاظ على التراث الثقافي للمدينة وتعزيز دورها كواحدة من أهم الوجهات السياحية في المنطقة.

فندق البركة

فندق البركة

في القلب النابض للمدينة العتيقة في فاس، يتواجد فندق البركة، المعروف أيضا بسوق بيع العبيد، وهو موقع ذو أهمية تاريخية كبيرة يحمل في طياته قصصا مظلمة عن تجارة العبيد. تم بناء هذا الفندق في وقت مبكر من القرن السادس عشر، وتم استخدامه كمركز رئيسي لتجارة العبيد حتى القرن العشرين.

تعد وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس المسؤولة عن ترميم هذا المبنى التاريخي، وقد وضعت لافتة تشير إلى أن الفندق كان مكانا حيث كان يتم بيع العبيد في المزاد العلني. يعرف الفندق بالبركة نسبة إلى الكلمة التي كان يتم بها توجيه العبيد للجلوس خلال بداية المزاد.

يتكون فندق البركَة من ثلاثة طوابق، حيث كان الطابق الأرضي يُخصص لعرض العبيد، وخاصة الإناث، للبيع في المزاد العلني. يدخل العبيد إلى فناء البناية من باب جانبي صغير يطل على ساحة خلفية مغلقة، وكانت كلمة “بركة” تستخدم لإرشاد العبيد للجلوس خلال بداية المزاد.

تم ترميم فندق البركة مؤخرا وتحويله إلى مركز للحرف النسائية التقليدية في إطار مشروع الصناعة التقليدية والمدينة العتيقة لفاس. هذه الخطوة تهدف إلى إعادة إدماج هذا المبنى التاريخي في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة العتيقة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على تاريخه المظلم والمعقد كجزء من تاريخ المغرب.

ليست الفنادق والرياضات الحديثة هي ما يستهوي زوار مدينة فاس للاقامة فحسب، بل لازالت النزل والفنادق القديمة تفي بجزء من الغرض وتتعداه في مجال كونها مكانا للزيارة واقتفاء آثار الماضي الساحق والقريب على حد سواء. هذه المؤسسات التقليدية لازالت شامخة تحكي عن تاريخ مدينة فاس و تاريخ الدولة المغربية ككل على مر عصور خلت. وقد تكون زيارة فاس دون طرق ابواب فنادقها ونزلها القديمة هي زيارة غير مكتملة السرد والصفحات. لذا لا تفوت فرصة زيارة هذه الاماكن اثناء تواجدك بتلك المذينة.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *