سور شالة بمدينة الرباط

سور شالة التاريخي بالرباط

في قلب مدينة الرباط، يتوجب على الزائر الراصد أن يرفع نظره نحو السماء، حيث تعلو هياكلٌ دفاعية تشهد على عظمة الحضارة المغربية القديمة. يعتبر سور شالة واحدا من أبرز تلك الهياكل الدفاعية، إذ يتصدر المشهد ببنيته القوية والمتينة. يعكس هذا السور، بأبراجه الشامخة وجدرانه السميكة، الهندسة الفائقة والتصميم الاستراتيجي الذي بنيت عليه لتأمين المدينة وحمايتها من الهجمات الخارجية خلال العصور القديمة. وبهذا، ينضم سور شالة إلى قائمة الشواهد التاريخية التي تعبر عن تراث المغرب الغني وتاريخه العريق.

تاريخ سور شالة

سور مقبرة شالة هو تحفة هندسية تاريخية شيدها السلطان أبو الحسن علي في عام 1339. يتميز السور بتصميمه الخماسي غير المنتظم، الذي يعكس الدقة والتميز في التخطيط والبناء في تلك الحقبة الزمنية. يحيط السور بمساحة تبلغ 23 هكتارا، مما يجعله من أكبر الهياكل الدفاعية في المنطقة. ويتراوح ارتفاعه بين 6 و7 أمتار، مع سمك يبلغ 1.6 متر، مما يجعله قويا ومتينا لمواجهة أي تحديات أمنية.

يمتد السور حول المقبرة المرينية وتتخلله ثلاثة أبواب رئيسية، تعتبر نقاط الوصول الرئيسية إلى المقبرة..

تحصيناته

سور شالة في الرباط

تحصينات سور شالة تعكس مهارة فائقة في التخطيط العسكري والهندسي، حيث يحتوي السور على 18 برجا بالإضافة إلى ممر محمي بحاجز متين. تمتد هذه التحصينات على طول السور، وهو ما يضمن تغطية شاملة وحماية فعالة للموقع.

تتميز الأبراج بتصاميمها الرائعة والمتينة، ويتمتع الممر المحمي بحاجز يتخلله شرفات هرمية بعرض 0.65 متر، مما يعزز مناعة السور ويضمن حماية فعالة للموقع من أي تهديدات محتملة.

تلك التحصينات الاستراتيجية لسور شالة تعكس الاهتمام الكبير والجهد المبذول في بناء هذا الصرح التاريخي الهام، وتظهر القدرة الهندسية والعسكرية للحفاظ على الأمن والسلامة في المنطقة عبر العصور.

أبواب سور شالة

تمتاز بوابات سور شالة بتنوع تصاميمها وأهميتها الاستراتيجية في تأمين الدخول والخروج من الموقع. ويحتوي السور ثلاث بوابات رئيسية هي :

بوابة الكبرى (باب سيدي يحيى)

تعتبر هذه البوابة المدخل الرئيسي لمقبرة شالة، حيث تقع مقابلة للسور الموحدي على الواجهة الجنوبية الغربية للمقبرة. تتميز بوابة سيدي يحيى بشكلها المستطيل والمتين، حيث يحيط بها برجان يعززان من قوتها الدفاعية وجاذبيتها التاريخية.

بوابة الجرادي (بوابة الحدائق)

تمثل هذه البوابة نقطة مهمة للوصول إلى المقبرة، حيث تقع على الواجهة الشمالية الشرقية. تتميز بوابة الجرادي ببساطتها وكونها بوابة مفتوحة تتكون من كوع واحد، مما يجعلها نقطة تواصل سهلة للزوار والمارة.

بوابة عين جنة (باب منبع الجنة)

تعتبر هذه البوابة نقطة مركزية في الجدار الساتر الجنوبي الشرقي للمقبرة، حيث تطل على حدائق إكسترا موروس. تتميز بتصميمها الاستراتيجي الواقع في منتصف الجدار، مما يجعلها نقطة دخول وخروج مهمة للساكنة و الزوار.

سور شالة هو معلمة تاريخية تشكل مدخلا ثقافيا لحقبة شالة وتاريخها العريق الذي يمتد الى ما قبل الاسلام بالمغرب، ولازالت تحتضن اثار المرينيين منذ القرن الثالث عشر الميلادي. هو يظل تحفة معمارية تعكس فن الزخرفة والبناء القديم. زائروا هذا الموقع الاثري سيتعرفون لابد على جوانب من تاريخ المنطقة والبلاد عموما، وسيستمتعون بقصص الاوائل ممن حكموا المكان وموروثهم الحضاري والثقافي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top