تاريخ الرباط

تاريخ مدينة الرباط أحد المدن الامبراطورية بالمغرب

مدينة الرباط، عاصمة المملكة المغربية، هي واحدة من أعرق المدن في البلاد وزاحدة من المدن الامبراطورية الاربع بالمغرب بعد فاس ومراكش ومكناس. تحمل في طياتها تاريخا طويلا حافلا  بالأحداث ، حيث كانت مركزا سياسيا وثقافيا هاما على مر العصور. تطورت الرباط من حصن دفاعي إلى مدينة مزدهرة، وشهدت تحولات كبيرة تحت حكم مختلف الدول والإمبراطوريات. من زمن الفينيقيين إلى زمن الرومان، ومن المرابطين إلى الموحدين، وحتى الفترة الحديثة مع الاحتلال الفرنسي والدولة المغربية الحديثة بعد الاستقلال، ظلّت الرباط دائما محورا استراتيجيا ومركزا حضاريا بارزا. اليوم، تجمع المدينة بين عراقة الماضي وتطورات الحاضر، ما يجعلها وجهة فريدة ومليئة بالتاريخ والثقافة.

جغرافيا مدينة الرباط

تقع مدينة الرباط على ساحل المحيط الأطلسي على هضبة زعير السفلى، وهي جزء من الهضبة الكبيرة التي تمتد عبر المغرب. تحدها من الشمال والشرق جبال الريف، وتقع بالقرب من مصب نهر أبي رقراق الذي يفصلها عن مدينة سلا.

تتواجد الرباط بين مدينة القنيطرة ومدينة الدار البيضاء وتبلغ مساحتها حوالي 118.5 كيلومتر مربع. ويفوق عدد سكانها مليون ونصف نسمة، حيث يشكل المسلمون أكثر من 98% من السكان، ينتمون إلى شرائح اجتماعية مختلفة.

تتميز المدينة بمناخ متوسطي شبه رطب يتأثر بشكل كبير بالمؤثرات البحرية. ويسهم حوض نهر أبي رقراق وسد سيدي محمد بن عبد الله في زيادة الرطوبة وتحسين البيئة الطبيعية في المدينة.

تتسم الرباط بأجواء معتدلة على مدار السنة، مما يجعلها وجهة سياحية مفضلة خلال جميع فصول السنة.

أصل تسمية الرباط

تسمية مدينة الرباط تأتي من الكلمة العربية “الرباط”، والتي تعني الرباط أو القاعدة العسكرية، وهي قاعدة إسلامية أو حصن. يعتقد أن هذا الاسم يعود إلى عهد الموحدين، حيث أسسوا المدينة كقاعدة بحرية، وأطلقوا عليها لقب “رباط الفتح”، والذي يعني بالعربية “معقل النصر” أو “المعقل الذي يؤدي إلى النصر”. يُعتبر هذا اللقب تعبيرًا عن الأهمية الاستراتيجية للمدينة كميناء بحري وموقع عسكري مهم في تلك الفترة التاريخية.

الرباط في العصور الغابرة

الحقبة الفينيقية

الرباط في عصر الفينيقيين

في الألفية الأولى قبل الميلاد، بدأ الفينيقيون بإنشاء مستعمرات تجارية على طول الساحل الأطلسي لما يعرف اليوم بالمغرب، بما في ذلك منطقة الرباط. كانت هذه المستعمرات جزءا من شبكة تجارية واسعة تربط بين مراكز الحضارة الفينيقية في البحر الأبيض المتوسط. على الرغم من وجود بعض النقاشات بين علماء الآثار حول وجود مستوطنة فينيقية محددة في الرباط، إلا أن الأدلة تشير إلى تأثير الفينيقيين في المنطقة. بحلول القرن الأول قبل الميلاد، كان السكان المحليون يستخدمون اللغة البونية الجديدة، مما يعكس التأثير الثقافي الفينيقي.

الحقبة الرومانية

الرباط في عصر الرومان

مع توسع الإمبراطورية الرومانية، أصبحت منطقة الرباط تحت تأثير روما بحلول القرن الأول قبل الميلاد. كانت الرباط جزءا من المملكة الأمازيغية الموريتانية القديمة حتى ضمتها روما رسميا. في موقع شالة الحالي، بنى الرومان مدينة أطلقوا عليها اسم “سلا كولونيا”. لعبت سلا كولونيا دورا تجاريا واستراتيجيا كبيرا، حيث كانت محطة رئيسية للسفن الرومانية التجارية على مسارها الجنوبي الغربي نحو أنفا وجزيرة موغادور.

كشفت الحفريات الأثرية عن وجود هياكل موريتانية قديمة تحت المباني الرومانية، مما يدل على الاستخدام المستمر للمنطقة عبر العصور. ومن بين الاكتشافات الأثرية الأخرى، تم العثور على قطع تعود للفترات القوطية الغربية والبيزنطية، مما يشير إلى استمرار العلاقات التجارية والسياسية بين سلا كولونيا وأوروبا الرومانية حتى القرن السابع الميلادي. ومع ذلك، بدأت المدينة في التراجع وتم التخلي عنها تدريجيا خلال القرن الخامس الميلادي، وكانت في حالة خراب عندما وصل العرب المسلمون في القرن السابع وأدخلوا الإسلام إلى المنطقة.

الرباط عصر دخول العرب والإسلام

بعد الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا، دخلت الرباط في فترة من التحولات السياسية والثقافية بداية من القرن الثامن الميلادي.

عصر الأمويين

الرباط في عصر الامويين

 تحت سيطرة الدولة الأموية في عام 707 ميلادي، بدأت الرباط تشهد تغيرات جذرية في هيكلتها الاجتماعية والثقافية. كانت هذه الفترة محدودة نسبيا واستمرت حتى عام 750 ميلادي، عندما تولت الدولة العباسية الحكم.

خلال هذه الفترة شهدت الرباط توسعا في البنية التحتية وتطورا في الحياة الاقتصادية والثقافية. تأثرت المدينة بالنمط العمراني الإسلامي وبدأت تظهر المساجد والمدارس الإسلامية كمراكز دينية وثقافية مهمة. كما تطورت البنية الاجتماعية للمدينة تحت تأثير القيم والتقاليد الإسلامية، مما ساهم في تعزيز الهوية الإسلامية للمجتمع المحلي.

عصر العباسيين

الرباط في عصر العباسيين

بعد مرور الفترة الأموية، تولت الدولة العباسية الحكم في الرباط، مما شكل مرحلة جديدة من التطورات السياسية والثقافية. استمرت الرباط في هذه الفترة كمركز ديني وثقافي مهم في شمال إفريقيا، حيث شهدت استمرار تطور البنية الاجتماعية والثقافية بتأثير من القيم والتقاليد العباسية.

بشكل عام، شهدت الرباط في فترة الدولتين الأموية والعباسية تطورات هامة في مختلف المجالات، من العمران إلى الثقافة والدين، وقدمت مساهمة كبيرة في بناء الهوية الإسلامية للمدينة وتشكيل شخصيتها الثقافية.

الدولة الإدريسية

الرباط في عصر الادارسة

تأسست الدولة الإدريسية في المغرب عام 789 ميلادي على يد إدريس بن عبد الله، وهو حفيد الحسن بن علي بن أبي طالب. خلال حكمهم، أصبحت الرباط نقطة محورية في تعزيز الإسلام في المنطقة وتطوير البنية التحتية الحضرية. امتدت فترات حكم الدولة الإدريسية بفواصل زمنية متقطعة حتى 974 ميلادي، حيث شهدت المنطقة تداخلات مع الدولة الفاطمية التي حاولت بسط نفوذها في فترات قصيرة.

خلافة قرطبة

في القرن العاشر الميلادي، أصبحت الرباط تحت تأثير خلافة قرطبة حتى عام 1067 ميلادي. كانت هذه الفترة مهمة لنشر الثقافة الأندلسية في المنطقة، حيث تم تعزيز الروابط بين المغرب والأندلس. شهدت الرباط تطورا في البنية التحتية والتعليم والفنون بفضل التأثير الأندلسي.

الدولة المرابطية

الرباط في عصر المرابطين

تأسست الدولة المرابطية في المغرب في القرن الحادي عشر الميلادي، وكانت الرباط جزءا من توسعاتهم. قام المرابطون ببناء رباط محصن في المدينة لحماية المجاهدين من الهجمات الخارجية، خاصة من قبائل برغواطة. استمرت الدولة المرابطية في حكم الرباط حتى عام 1147 ميلادي، حيث تحولت المدينة إلى مركز عسكري مهم.

الدولة الموحدية

الرباط في عصر الموحدين

بدأ العهد الموحدي بتأسيس دولة الموحدين عام 1121 ميلادي، والذي امتد حتى 1269م.

خلال العهد الموحدي، شهدت مدينة الرباط إشعاعا تاريخيا وحضاريا كبيرا. بدأت هذه الفترة بتحويل الرباط، الذي كان يعرف سابقا بـ “الحصن”، إلى قصبة محصنة تحمي جيوش السلطان عبد المؤمن الموحدي خلال حملاته الجهادية صوب الأندلس. بعد ذلك، أراد السلطان يعقوب المنصور جعل الرباط عاصمة لدولته، فقام بتحصينها بأسوار متينة وشيّد بها العديد من البنايات، بما في ذلك مسجد حسان الشهير بصومعته الشامخة. و أصبحت  مركزا رئيسيا للموحدين.

وفي القرن الرابع عشر، بدأت الرباط تعرف اضمحلالا بسبب المحاولات المتتالية للمرينيين للاستيلاء عليها. شيد السلطان يعقوب المنصور سورا مدعما بـ 74 برجا ومعروفا باسم “السور الموحدي”، حيث بلغ طوله 2263 مترا ويمتد من الغرب حتى جنوب مدينة الرباط. هذا السور كان مدعما بخمسة أبواب، بما في ذلك باب لعلو، باب الحد، باب الرواح، وباب زعير.

خلال هذه الفترة، أصبحت الرباط مركزا حضاريا مهما، وتجسدت عظمتها في البنى التحتية المعمارية والدفاعية التي بناها الحكام الموحدين.

تعتبر قصبة الأوداية مثالا على الفن المعماري الموحدي، حيث يعتبر سورها الذي بني في عهد الموحدين وبابها الأثري (الباب الكبير) من رموز هذا الفن.

الدولة المرينية

الرباط في عصر المرينيين

خلال العهد المريني، الذي بدأ في القرن الرابع عشر الميلادي، شهدت الرباط تطويرا كبيرا في البنية التحتية والمعمار، خاصة في منطقة شالة.

تحوّل موقع شالة في الرباط إلى مقبرة لدفن ملوك بني مرين وأعيانهم، وذلك بقرار من السلطان المريني أبو يوسف يعقوب سنة 1284 م. قام السلطان بتشييد النواة الأولى لمجمع يشمل مسجدا ودارا للوضوء وقبة دفنت بها زوجته أم العز. في عام 1339، أُحيط موقع شالة بسور خماسي الأضلاع مدعم بعشرين برجا مربعا وثلاث بوابات، أكبرها وأجملها زخرفة وعمارة الباب الرئيسي للموقع المقابل للسور الموحدي لرباط الفتح.

  وفي عهد السلطان أبو الحسن، حظيت شالة بعناية خاصة، حيث بنى ابنه السلطان أبو عنان المدرسة شمال المسجد والحمام والنزالة، وزين أضرحة أجداده بقبب مزخرفة تعتبر نموذجا حيّا للفن المعماري المميز لدولة بني مرين. لكن مع قرار المرينيين بإعادة فتح مقبرة القلة بفاس، تراجعت شالة فأهملت بناياتها. تعرضت في بداية القرن الخامس عشر للنّهب والتدمير، وأصبحت تدريجيا مقبرة ومحجا لسكان المنطقة ومعلما تاريخيا.

الدولة الوطاسية

بعد تراجع الدولة المرينية، تولت الدولة الوطاسية الحكم من 1465 حتى 1554 ميلادي. خلال هذه الفترة، كانت الرباط تحاول الحفاظ على مكانتها السياسية والتجارية في مواجهة التحديات المتزايدة من القوى الإقليمية الأخرى.

الدولة السعدية

في عام 1554، تمكنت الدولة السعدية من بسط نفوذها على الرباط واستمرت في حكمها حتى عام 1627 ميلادي. تحت حكم السعديين، شهدت الرباط فترة من الاستقرار النسبي والتوسع الاقتصادي، حيث استفادت المدينة من التجارة عبر المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.

جمهورية أبي رقراق

من 1627 إلى 1668 ميلادي، قام الموريسكيون الذين طردوا من إسبانيا بتأسيس جمهورية أبي رقراق، التي وحدت العدوتين (الرباط وسلا) تحت حكمها. اشتهرت هذه الفترة بنشاط القراصنة البحريين المعروفين بـ”قراصنة سلا”، الذين قاموا بعمليات بحرية ضد السفن الأوروبية. كان لهذه الجمهورية تأثير كبير على التجارة البحرية في المنطقة واستمرت في نشاطها حتى عام 1829 ميلادي.

الدولة العلوية

الرباط في عصر العلويين

ابتداءً من عام 1668 ميلادي، حكمت الدولة العلوية الرباط، واستمر هذا الحكم حتى فترة الحماية الفرنسية في عام 1912 ميلادي. في عهد العلويين، شهدت الرباط عدة تحولات وإصلاحات بين سنوات 1757 و 1789، وأيضًا بين سنتي 1790 و 1792، كانت اهمها اصلاح واعادة بناء الكثير من البنى التحتية في قصبة الأوداية مثل برج الصراط.

تميزت الفترة العلوية بإضافات مهمة إلى المدينة، مثل الأسوار الرشيدية والقصر الأميري و برج صقالة العسكري. ومن أهم المباني التي شيدت في عهد العلويين، يأتي القصر الملكي أو دار المخزن الذي بني سنة 1864، والذي تحول ليصبح مكان استقبال الضيوف الأجانب للمملكة، حيث يعمل ويسكن أكثر من 2000 شخص.

الرباط في العصر الحديث والمعاصر

فترة الإستعمار الفرنسي

الرباط ابان الاستعمار الفرنسي

في عام 1912، أصبحت الرباط المقر الرئيس للمقيم العام الفرنسي، وظلت تحت الإدارة الفرنسية حتى استقلال المغرب في عام 1956. خلال فترة الإستعمار، تم تطوير المدينة بشكل كبير، حيث أنشئت العديد من المباني الإدارية والهياكل الحديثة. تحولت الرباط إلى عاصمة للمغرب عندما انتقل اليها السطان العلوي مولاي يوسف اليها تاركا مدينة فاس عام 1912 مما جعلها محل اجتماع لهيئة رجال الحكم والإدارة، حيث أصبحت مقرا للسلطتين الاستعمارية والمخزنية معا.

تمثل مدينة الرباط الاستراتيجية التي جذبت انتباه الأوساط الاستعمارية الأوروبية، حيث كانت تعتبر حلقة وصل بين المغرب الشمالي والمغرب الجنوبي، واعتبرها الفرنسيون “مفتاح المغرب”، مما دفعهم للسيطرة عليها للتحكم في البلاد.

في إطار استراتيجيتهم الاستعمارية، قام الفرنسيون ببناء جزء حديث من الرباط خصصوه للمستوطنين، في حين بقي المغاربة داخل الأسوار التاريخية للمدينة القديمة. وقد شملت هذه الخطة إنشاء منطقة سكنية في منطقة حسان المجاورة لصومعة حسان، بالإضافة إلى إنشاء حي إداري يضم مقرات الوزارات التابعة للمقيم العام الفرنسي.

كما قامت السلطات الفرنسية بتطوير بنية المدينة، حيث أنشئت شوارع رئيسية ومقرات للبنايات الرسمية للدولة، بالإضافة إلى انتشار الكنائس في الأحياء الجديدة التي أنشئت للمستوطنين.

هكذا تم تحويل الرباط خلال فترة الاستعمار الفرنسي إلى مدينة تجمع بين الأحياء التقليدية للمغاربة والأحياء الحديثة التي أقيمت للمستوطنين والسلطات الفرنسية، مما أسهم في تغيير ملامح المدينة وهويتها الاجتماعية.

فترة ما بعد الاستقلال

الرباط بعد الاستقلال

بعد الاستقلال، استمرت الرباط كعاصمة للمملكة المغربية، وشهدت تطورات ملموسة في مختلف الجوانب. تحولت إلى مركز حيوي للحكم والثقافة والتطور العمراني.

بقاء الرباط كعاصمة للمغرب بعد الاستقلال يعكس الاستمرارية والثبات في الهوية الوطنية والسياسية للمدينة.

خلال السنوات الأولى بعد الاستقلال. شهدت الرباط بناء العديد من المشاريع الحكومية والبنية التحتية، مما ساهم في تحسين هذه الأخيرة والخدمات العامة في المدينة.

بعد وفاة محمد الخامس، استمر النمو والتطور في الرباط. حيث تمت إضافة مشاريع جديدة لتحسين البنية التحتية وتطوير الخدمات.

وفي العهد الحالي، شهدت الرباط تحولات عصرية و إشعاعا ثقافيا، حيث تم تعزيز دورها كعاصمة للمغرب ومركز للابتكار والتنمية. تمت إضافة العديد من المشاريع الحكومية والخدماتية والسكنية، بالإضافة إلى دعم الثقافة والفنون والتعليم في المدينة.

بالموازاة مع إلى ذلك، شهدت الرباط نموا اقتصاديا وتوسعا في القطاعات الاقتصادية المختلفة، مما ساهم في جذب المزيد من الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة لسكان المدينة.

هكذا تحولت الرباط ما بعد الاستقلال إلى عاصمة معاصرة  ومتطورة، تشتهر بتنوعها الثقافي والاقتصادي، وتعد محطة رئيسية للتطور والتقدم في المملكة المغربية.

في خضم تاريخها العريق، تتجلى مدينة الرباط كواحدة من أبرز المدن التي ترتبط بالتاريخ والحضارة في المغرب. منذ العهود الإسلامية الأولى وقبلها وحتى العصر الحديث، شهدت الرباط تطورا مستمرا يعكس مرور العصور وتبدلات المجتمع والحضارة. بفضل موقعها الجغرافي المتميز وثراء تاريخها وثقافتها، تظل الرباط عاصمة للأنوار تتألق بتنوعها وحضارتها، جاذبة للسكان والزوار على حد سواء. تتجسد جماليات المدينة في تنوعها الجغرافي وثرائها التاريخي، مما يجعلها واحدة من الوجهات السياحية والثقافية الأكثر إثارة في شمال إفريقيا.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *