أبواب فاس القديمة جمال معماري وأصالة تاريخية
استعد للانغماس في رحلة عبر الزمان والمكان إلى قلب التاريخ والجمال، حيث تقبع أبواب مدينة فاس القديمة كمعالم و مآثر ضاربة في عمق التاريخ والهوية المغربيتين. ترحب بالزوار بأجواء من السحر والتراث. تتلألأ تلك الأبواب القديمة كجواهر تاريخية تحمل بين طياتها أسرار العصور الماضية، لتبهر العقول بتصاميمها الفنية الرائعة والمعمارية الفخمة.
تعتبر أبواب فاس جزءا أساسيا من تراثها الثقافي والتاريخي، حيث تعد هذه الأبواب مدخلا مذهلا إلى عالم الجمال والغموض، فالبوابات المزينة بالزخارف التقليدية والاسوار العالية، والقبب الخضراء هي نقطة بداية مثالية لاكتشاف سحر المدينة القديمة.
من باب الخوخة وباب بوجلود الشامخ إلى باب السويقة الرقيق، تنتشر هذه الأبواب كرموز ثقافية مهمة في مدينة فاس. تحتضن كل بوابة منها قصة ممتعة وروحانية فريدة، تروي للزوار حكاية المدينة وتاريخها العريق.
انضم إلى هذه الرحلة الاستكشافية. معا سنتقفا أسرار هذه الأبواب الساحرة، ففي كل زاوية تنتظرك مفاجآت تاريخية وجمالية تجعلك تتلهف للمزيد. فسحر فاس القديمة لا حدود له، حيث الجمال يلتقي التاريخ، والروح تنبض بالحياة بين جدرانها العتيقة.
لمحة عن أبواب فاس
تعتبر أبواب مدينة فاس القديمة موطنا للجمال والتاريخ، حيث تقف كأساطير تنادي بأصوات العصور القديمة وتتحدث بلغة الأحداث العظيمة. تتألق هذه الأبواب كأعمدة من الزمرد تحمل أسرارا مميزة تروي قصص الأجيال السابقة.
بين باب الخوخة الذي يعكس العمارة التقليدية و باب بوجلود الشامخ، الذي يشكل بوابة إلى عالم الرومانسية والمغامرة، الى باب السويقة الراقي الذي يعبق بأناقة العصور القديمة، تنتشر هذه الأبواب كمجوهرات ثمينة ترحب بالزوار بأجواء من السحر والبهجة.
تجسد كل بوابة تاريخا حافلا وثقافة غنية. ترسم للزائر صورة حية وملونة عن جمال وتراث مدينة فاس العريقة. فهي ليست مجرد مداخل إلى الأحياء التاريخية، بل هي بوابات تفتح أبواب الذاكرة والتأمل، داعية الزوار إلى استكشاف عالمٍ مليء بالإثارة والجمال، حيث يتلاقى التاريخ بالحاضر ليصنع لحظات لا تنسى.
باب فتوح
باب فتوح هو إحدى الأبواب الرئيسية في مدينة فاس، ويعود تاريخه إلى فترة الصراع بين الأخوين الأميرين فتوح وعجيسة. يُعتبر باب فتوح شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية والاقتصادية في المدينة، وكان يعتبر نقطة دخول وخروج مهمة للتجارة والتبادل الثقافي. تمت عمليات ترميم لهذا الباب عبر العصور بهدف الحفاظ على هويته التاريخية وأهميته الاقتصادية والاجتماعية في مدينة فاس.
باب عجيسة (الكيسة)
يعرف أيضا بباب الكيسة أو باب الجيسة، هو أحد أبواب مدينة فاس القديمة ، ويقع في الشمال الشرقي للمدينة العتيقة. تأسس هذا الباب على يد الأمير عجيسة بن دوناس المغراوي، وتم بناؤه برأس عقبة السعتر فوق باب حصن سعدون. يعتبر باب عجيسة جزءا من النظام الدفاعي القديم لمدينة فاس، وكان له دور هام في تأمين المدينة وحمايتها خلال العديد من الفترات التاريخية. شهد الباب عمليات ترميم متعددة للحفاظ على هيكليته وأهميته التاريخية، وكان يُستخدم كمدخل رئيسي للمدينة ومخرج للحركة المرورية، خصوصًا في السنوات الأخيرة. يُعتبر باب الجيسة موقعًا سياحيًا هامًا في فاس، حيث يقصده السياح لاستكشاف تاريخ المدينة وتحفها المعمارية، ويعكس باب الجيسة الهوية الثقافية للمدينة وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية عبر العصور.
باب الساجمة
هو باب تاريخي يعود إلى عهد المرينيين في مدينة فاس. يشتهر الباب بوجود قبر سيدة صالحة تدعى للا آمنة الساكمة، وهو قبر يعتبر محل زيارة دينية مهمة. خضع باب الساجمة لعمليات تجديد خلال عهد السلطان مولاي الحسن الأول العلوي، حيث تم ترميمه وتحسينه للحفاظ على هويته التاريخية وأهميته الثقافية.
باب سيدي بوجيدة
باب سيدي بوجيدة هو أحد أبواب مدينة فاس التاريخية، كان يُعرف سابقًا باسم باب بني مسافر. في بدايات بنائه، كان يُسمى باب أبي سفيان، وربما يشير هذا الاسم إلى ارتباطه بقبيلة أو عشيرة عربية كانت تتواجد في المنطقة المحيطة به. تمت إضافة اسم “بني مسافر” للبابليعكس ارتباطه بالقبيلة أو العشيرة المحلية.
باب الخوخة
يعد أحد البواب البارزة في سور مدينة فاس التاريخية، حيث يشكل البوابة الرئيسية لفاس البالي من الجهة الشرقية الوسطى. يوجد باب الخوخة بالقرب من باب الفتوح، ويتميز بوجود باب صغير مدمج داخل باب كبير، مما يسهل عملية الدخول والخروج من المدينة.
تم بناء باب الخوخة على يد مولاي إدريس، بهدف تسهيل الخروج إلى بلاد تلمسان. في السابق، كان هناك باب شرقي آخر يعرف باسم باب الكنيسة، وكان موجودا على طول سور المدينة في جهة جرواوة، ولكن تم هدمه على يد الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي الكومي في العام 540 هـ، ثم أعاد بناؤه الخليفة الناصر بن المنصور الموحدي في العام 601 هـ وأطلق عليه اسم باب الخوخة.
باب المحروق
يعرف أيضًا بباب الشريعة في الماضي، ويُعتبر أحد البوابات البارزة في سور مدينة فاس التاريخية، ويشغل مكانة مهمة كبوابة رئيسية في فاس البالي من الجهة الشمالية الغربية. تاريخ بناء الباب يعود إلى العصور الإسلامية المتأخرة، حيث شيده الحكام الذين حكموا المنطقة في تلك الفترة، وقد صمد باب المحروق عبر العصور وتحمل الاعتداءات والحروب بفضل هيكله القوي والمتين. كان الباب يُستخدم كنقطة دخول وخروج رئيسية من المدينة، وكان يلعب دورًا حيويًا في تنظيم حركة الدخول والخروج وضمان أمن المدينة. في العصور القديمة، كان باب المحروق مركزًا للحياة الاجتماعية والاقتصادية في فاس، حيث كانت تقام به الأسواق وتجمعات السكان، وشهد عبر التاريخ العديد من التجديدات والصيانات للحفاظ على مظهره التاريخي وأهميته الثقافية، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي لمدينة فاس ومعلمًا تاريخيًا يثير اهتمام الزوار والمؤرخين.
باب الحديد
يعد باب الحديد أحد أبرز أبواب سور مدينة فاس التاريخية، ويشكل البوابة الرئيسية لفاس البالي من الجهة الشرقية الجنوبية. يتميز بطراز بنائه الأندلسي الفريد، مما يمنحه جاذبية تاريخية خاصة. يعود تاريخ انتهاء بناء الباب إلى سنة 859 ميلادية، ويُعتبر هذا الباب جزءًا مهمًا من التراث المعماري لمدينة فاس. يلعب هذا الباب دورًا أساسيًا في تأمين وحماية المدينة، وكان يُستخدم لتنظيم حركة الدخول والخروج، وضمان أمن المدينة خلال العديد من الحقب التاريخية. بفضل طرازه الفني وتاريخه العريق، يعد باب الحديد معلمًة تاريخيًة تثير اهتمام السياح والمؤرخين على حد سواء.
باب الدكاكين
يقع باب الدكاكينفي مدينة فاس الجديدة ، ويُعتبر مدخلًا رئيسيًا إليها من جهة المشور وجنان السبيل. توجد هذه البوابة شمال فاس الجديدة، وكانت تُغلق في السابق لحماية درب الدكاكين (جمع دكّان) وحماية التجار من التهديدات الخارجية. بفضل دورها في تأمين المنطقة التجارية وحمايتها، يحتفظ باب الدكاكين بمكانته الهامة في التاريخ المحلي ويعكس الطابع الثقافي والتاريخي لمدينة فاس
باب المكينة
هو بوابة تاريخية تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من تراث المدينة. تقع بوابة المكينة شمال فاس الجديد وتواجه قصبة شراردة التاريخية، وتمثل نقطة دخول رئيسية إلى المدينة. يتميز هذا الباب بتصميمه التاريخي الفريد الذي يعكس الهندسة المعمارية الإسلامية التقليدية، وكان له دور مهم في تأمين وحماية المدينة وتنظيم حركة الدخول والخروج منها. يمثل باب المكينة عنصرًا أساسيًا في السياق الحضاري والثقافي لفاس، ويجذب الزوار والمهتمين بالتاريخ لاستكشاف جمالياته وأهميته التاريخية.
باب ابي الجنود
يشكل باب بوجلود في فاس القديمة واحدًا من أبرز معالم المدينة وأهم بوابات السور المحيطة بها، ويتمتع بموقع استراتيجي على الجهة الشمالية الغربية لفاس البالي، ويُعتبر دخلاً رئيسيًا للمدينة القديمة، ويتميز بتصميم معماري فريد من نوعه يعكس الهندسة الإسلامية التقليدية، مما يمنحه جاذبية تاريخية وجمالية لافتة. شهد الباب العديد من الأحداث والمراسم الهامة، وكان محطة رئيسية لطرق التجارة القديمة التي ربطت بين المدينة ومناطق أخرى في المملكة المغربية، كما كان مركزًا حيويًا للحياة الاجتماعية والثقافية، كما عرف هذا الباب العديد من عمليات التجديد والصيانة للحفاظ على مظهره التاريخي وأهميته الثقافية، وظل شاهدًا حية على تاريخ فاس وثقافتها، وجزءًا أساسيًا من تراثها الغني والمتنوع.
باب السمارين
يتميز باب السمارين، أحد الأبواب التاريخية في مدينة فاس، بتشكيلته من قوسين كبيرين، مما يمنحه مظهراً فخماً ومهيباً. تم بناء هذا الباب الضخم على يد السلالة المرينية في عام 1244م، ويقع في مدخل فاس الجديد، حيث يفصل بين مناطق عدة من المدينة، بما في ذلك الملاح التاريخي، وزنقة فاس الجديدة التجارية، والقصر الملكي.
باب المكَانة
يُعرف أيضًا بـ”باب الساعة”، هو أحد بوابات مدينة فاس، ويقع في درب فقري بحي الملاح الذي كان يُعرف سابقًا بالحي اليهودي. يتميز الباب بوجوده بالقرب من بيت معبد ابن دنان الذي يُعتقد أن اليهود كانوا يعتكفون فيه، وتتميز المباني المحيطة به بتصاميم يهودية تقليدية، ويضم الحي في الوقت الحالي سكانًا مسلمين مغاربة. تم بناء الباب خلال مرحلة انشاء حي الملاح في القرن الثالث عشر، وكان تيعتبر المدخل الرئيسي للحي، وما زال يُعتبر من أهم المعالم التاريخية فيه. يُسمى الباب بـ”الساعة” نسبةً إلى الساعة الحائطية الموجودة فوق مدخله، والتي للأسف لا تعمل حاليًا لأنها مكسورة.
باب الشرفاء
باب الشرفاء أو باب الشرفا هي البوابة التي تفصل بين ساحة بوجلود وقصبة النوار في مدينة فاس. تمت عمليات ترميم مؤخرًا لهذا الباب، ويقع على شارع الطالعة الكبيرة في الشمال الغربي من المدينة القديمة لفاس. يتميز الباب بموقعه الاستراتيجي بين ساحة بوجلود الشهيرة وقصبة النوار التاريخية، ويُعتبر مدخلاً رئيسياً للمدينة القديمة. كان الهدف من عملية الترميم الأخيرة للباب هو الحفاظ على مظهره التاريخي وتعزيز قيمته الثقافية كجزء لا يتجزأ من تراث مدينة فاس.
باب الامر
تم بناؤ باب الامر عام 1276م على يد المرينيين كجزء من مدخل غربي لفاس الجديد. يقع باب الأمر بجوار الملاح (الحي اليهودي) عند ساحة العلويين، وهو أحد المداخل الرئيسية للوصول إلى المدينة العتيقة. يتميز الباب بتصميمه العمراني الفريد الذي يعبر عن الهوية الثقافية لفاس، ويعتبر جزءاً أساسياً من تراثها التاريخي والثقافي.
باب دار المخزن
دار المخزن هو القصر الملكي الذي يُعد جزءًا من المجموعة القصورية للسلالة العلوية الحاكمة في مدينة فاس. يقع القصر في فاس الجديد، ويمتد على مساحة تزيد عن 80 هكتارًا. يتميز القصر بتصميمه الفريد والزخرفة الرائعة من الزليج، بالإضافة إلى أبوابه النحاسية الفخمة. يحظر دخول القصر على العموم، حيث يُخصص للاستخدامات الملكية فقط. يقع القصر بالقرب من باب الدكاكين، وهو أحد بوابات فاس، في منطقة الجديد، على شارع مولاي الحسن.
باب الحمراء
عرف سابقًا بـباب الجيزيين وهو أحد أبواب مدينة فاس التاريخية. يقع هذا الباب على اليمين الخارجي لباب الفتوح، ويعود اسمه إلى القبيلة التي كانت تقطن بالقرب منه عند تأسيس المدينة في عام 704 ميلادية. تم إغلاق الباب في عام 357 هجرية بعد سقوط جثة الدارس بن إسماعيل على رؤوس الذين كانوا يحملونها.
باب الشماعين
باب الشماعينهو بوابة مهمة تقع بالقرب من جامع القرويين. كان يستخدم ملوك المغرب هذا الباب لدخول الجامع أثناء زيارتهم لأداء صلاة الجمعة. يرجع اسم الباب إلى سوق الشماعين الذي كان يقع أمامه، حيث كانت تجارة الشموع مشهورة، ومع مرور الوقت تحول السوق إلى مكان لبيع الفواكه الجافة مثل التمور واللوز والزبيب والتين.
باب البرجة
يعتبر واحدا من أهم البوابات في مدينة فاس، ويقع بالقرب من منطقة البرجة التاريخية. يشتهر الباب ببنيته القوية والدفاعية، وكان له دور مهم في حماية المدينة.
باب ريافة
يعد باب جبالة مدخلا رئيسيا لمدينة فاس القديمة من الجهة الشمالية الشرقية، ويشتهر بتصميمه العتيق والمعماري الجميل الذي يعكس الهوية التاريخية للمدينة.
باقي البوابات
لقد فصلنا الحديث عن اشهر البوابات التاريخية لمدينة فاس، غير اننا لم نستوف كل الابواب بالمدينة. كانت ل تلك الابواب تعلب ادوارا مختلفة في فاس القديمة، اهمها الدخول والخروج اليها من نقاط ولاغراض مختلفة. قد لا تؤدي الدور نفسه اليوم، لاختلاف الزمان والمعمار والحياة المعاصرة عموما، لكنها لاتزال شامخة تحكي قصتها التاريخية وقصة من مر منها وترك بصمته. ومن بين الابواب التي لم ندكرها بعد: باب زيات، باب النوايل، باب عين ازليطن، باب السبع، باب النقبة، باب مولاي عبد الله، وباب السلسلة.
كانت بوابات مدينة فاس الاثرية العتيقة ولا تزال جوهر التاريخ والثقافة في المنطقة، حيث تعد نقاط الدخول والخروج الحيوية للمدينة، وتشكل جزءاً لا يتجزأ من تراثها العمراني والثقافي.